الكفاية في علم الدرايه - صفحه 387

والجادّة المسلوكة الغالبة بتلاحق الأعصار رواية الأبناء عن آبائهم ، والشبّانِ عن الشيب ، والحدثِ عن المعمّر ، وهو على أقسام:
الأوّل : رواية الابن عن أبيه دون جدّه ، وهو كثير لا يحيط به رقم .
الثاني : روايته عن أبيه عن جدّه ، وهو أيضاً كثيرٌ خصوصاً في أخبارنا المأثورة عن أئمّتنا عليهم السلام .
الثالث : روايته عن أبيه عن جدّه عن أبيه ، وهو قد يوجد مسنداً إلى أربعة آباء وإلى خمسة وإلى ستّة وهكذا ، وأكثر ما وجد في هذا الباب إلى أربعة عشر آباء ، وهو ما روي عن الحافظ أبو سعيد ، قال : أخبرنا أبو شجاع بقراءتي ، قال : حدّثنا السيّد أبو محمد حسن بن عليّ بن أبي طالب من لفظه ببلخ ، حدّثني سيّدي ووالدي أبو الحسن عليّ بن أبي طالب سنة ستّ وستين وأربعمئة ، حدّثني أبي أبو طالب حسن بن عبيد اللّه سنة أربع وثلاثين وأربعمئة ، حدّثني والدي أبو عليّ عبيد اللّه بن محمد ، حدّثني أبي محمد بن عبد اللّه ، حدّثني أبي عبد اللّه بن عليّ ، حدّثني أبي عليّ بن الحسن ، حدّثني أبي الحسن بن الحسين ، حدّثني أبي الحسين بن جعفر ـ وهو أوّل من دخل بلخ من هذه الطائفة ـ حدّثني أبي جعفر الملقّب بالحجّة ، حدّثني أبي عبد اللّه ، حدّثني أبي الحسين الأصغر ، حدّثني أبي عليّ بن الحسين بن علي عليه السلام عن أبيه ، عن جدّه أمير المؤمنين عليّ عليه السلام قال : قال رسول اللّه [ صلى الله عليه و آله] : ليس الخبر كالمعاينة. ۱
تنبيه : التلاحق قد يكون عادياً ، وقد يكون خارجاً عن العادة ، ومن هذا النادر ما يسمّونه السابق واللاحق ؛ فقد يشترك اثنان في شيخ واحدٍ ، ويتقدّم موت أحدهما على الآخر بما يندر ذلك ، كما روي أنّ الشيخ عليّ بن عبد العال الميسي والشيخ ناصر الدين بن إبراهيم البويهي الأحسائي يرويان عن ظهير الدين محمد

1.الدراية ، ص ۱۲۶ ؛ الرعاية ، ص ۳۶۵ ؛ مقباس الهداية ، ص ۵۶ .

صفحه از 400