الكفاية في علم الدرايه - صفحه 388

بن الحسام ، وبين وفاتي الشيخين ستّة وثمانون سنة ؛ فإنّ الشيخ عليّ مات سنة ثمان وثلاثين وتسعمئة ، والشيخ ناصر توفّي سنة اثنين وخمسين ثمانمئة ، فالحاصل ما ذكر . ۱
وروي أيضاً أنّ الحافظ السلقي سمع منه أبو علي أحد مشايخه حديثاً ، ورواه عنه ومات على رأس خمسمئة ، ثمّ كان آخر أصحاب السلقي بالسماع سبطه أبو القاسم عبد الرحمان بن مكّي ، وكانت وفاته سنة خمسين وستمئة ، فبين وفاتيهما مئة وخمسون سنة ۲ ، والسرّ في ذلك طول عمر الراويين ؛ فإنّا إذا فرضنا أنّ أحداً عاش مئة وعشرين سنة وسمع من رجلٍ في آخر عمره ثمّ عاش المرويّ عنه بعده ستّين سنة فسمع منه من يعيش مثل الراوي الأوّل على رأس ستّين ؛ فإنّهما يشتركان في شيخ واحدٍ ، مع أنّ بين وفاتيهما مئة وستّين سنة ، وربما يمكن الفرض في مئتَي سنة بل وأزيد ، وإنّما نهيتُ على ذلك؛ لئلاّ يستبعد مع قربه ويكذَّب ذلك ، أو ينسبنا إلى إيراد الخرافات والأباطيل وأساطير الأوّلين .
المطلب السادس : إذا اتّفقت أسماء الرواة وأسامي آبائهم أو أجدادهم أيضاً واختلفت أشخاصهم ، فهذا النوع يسمّى المتّفق والمتفرّق ؛ لأنّهم اتّفقوا في الأسماء وافترقوا في الأشخاص ، كأحمد بن محمد بن خالد و أحمد بن محمد بن أبي نصر وأحمد بن محمد بن الوليد ، والتميّز بالعصر والطبقة والألقاب والكنى ، فبعد التميّز يتبع الحكمَ الثابت فيه في علم الرجال من الوثاقة والضعف ، وإن اتّفقت خطّاً واختلفت نطقاً فهو «المؤتلف والمختلف» ، كجرير (بالجيم والراء المهملة والياء المنقّطة تحتها نقطتان وبعدها راء مهملة) وحَريز (بالحاء والراء المهملتين والياء المنقطة تحتها نقطتان والراء المعجمة على وزن لَجين) ، وبُريد ويزيد ،

1.الرعاية ، ص ۳۶۶ .

2.مقباس الهداية ، ص ۵۶ ؛ علوم الحديث لابن الصلاح ، ص ۳۱۸ .

صفحه از 400