الكفاية في علم الدرايه - صفحه 389

وحنان وجبان ، ويسر ونسر ، وبشّار كتمّار ويسار .
والتميز تارةً بالآباء وأخرى بالكنى ، وثالثةً بالألقاب ، ورابعةً بالنسب كالبلد والعشيرة والحرفة والصنعة ، وخامسةً بالزمان ، وسادسةً بالطبقات ، ويقع اللبس في كلٍّ منهما فلا بدّ من إزالة الاشتباه من جهات أخر ، وقد يقع اللبس من جهة الاشتراك أو التصحيف ، كالهمدان والهمذان ، والخرّاز والجرّار ، والخزّاز والحزّاز ؛ فالأوّل اسم قبيلةٍ معروفةٍ ، والثاني اسم بلدةٍ معروفة من بلاد الجبل ، والثالث (بالخاء والزاء المعجتمين بينهما راء مهملة) بيّاع الخرزه ، والرابع بالجيم والرائين المهملتين ، والخامس بالمعجمات بيّاع الخزّ ، والسادس (بالحاء المهملة والزائين المعجمتين) من يحزّ الرؤوس . وإن اتّفقت الأسماء خطّاً ونطقاً واختلفت الآباء نطقاً مع الائتلاف خطّاً وبالعكس فهو المسمّى بالمتشابه ، كمحمد بن عقيل بفتح العين ومحمد بن عُقيل بضمّها ، وشريح بن نعمان وسريح بن النعمان .
وقد مرّ شطر من التنبيه على وجوب مراعاة اللسان عن التصحيف ، ونقول أيضاً : مريد الأمن من التصحيف يجب عليه معرفة الطبقة والمواليد والوفيات والموالي بأقسامه : المولى من أعلى ، والمولى من أسفل ، والمولى بالحلف ، والمولى بالملازمة ، والمولى بالشرافة ؛ فقد كان العرب بعد استيلائهم على الأعاجم سمّوهم مولى ؛ إجراءً لهم منزلة العتيق أو الرقّ والأوطان والبلدان والقبائل والفصائل ۱ .
ولو استوطن في بلاد شتّى ينسب إليها جميعاً مقدّماً لكلّ مقدّم منها على المؤخّر ، فيقال : زيد الغروي ثمّ البغدادي ثمّ الأصبهاني ثمّ الفارسي وهكذا .
المطلب السابع : [ في فرق المسلمون ] المسلمون بعد أن دعتهم أهوائهم إلى الآراء

1.قال الطيّبي : كالبخاري الإمام مولى الجعفيين ولاءَ الإسلام ؛ لأن جدّه كان مجوسياً فأسلم على يد اليمان الجعفي . الخلاصة في أصول الحديث ، ص ۱۳۸ .

صفحه از 400