الكفاية في علم الدرايه - صفحه 390

الفاسدة والأهواء الموبقة ، واعتزلوا عن الحجّة ، وفارقوا السبب الذي اُمروا بمودّته وتوليته وإطاعته ، ونقلوا البناء على رسّ أساسه ، ووضعوه في غير موضعه ـ معادن كلّ خطيئة وأبوابُ كلّ ضارب في غمره ـ عرّفوا الناس الخلاف ووطّنوهم بالترأّس ، فقام في كلّ صقع رجلٌ منهم حادٌّ يحدّ الناس إلى نفسه ، ويدعوهم إلى الضلال الذي ارتكبه واصطنعه . فسمّى كلٌّ منهم أتباعه باسم أراده؛ للامتياز ، وأمناً من الاشتراك ۱ .
ولمّا زاد ذلك بتلاحق الأيّام وترادف الشهور والأعوام ، على وجهٍ يوقف الناظر الجاهل بتلك الأسماء التي تسمّوا بها ، وكان في هذا العلم ممّا ينبغي أن يُدرَك ويعرف ، فبالحريّ أن نبسط المقال ونذكر أسامي الأصناف ، فنقول :
[1 ـ] الروندية : جيل يعتقدون الإمامية في عبّاس بن عبد المطلب عمّ النبيّ صلى الله عليه و آله ۲ .
[2 ـ] الحرورائية ۳ : هم النهروانية ؛ سُمّوا بذلك لاجتماعهم في حروراء ، وهي قرية على السواد .
[3 ـ] الشراة : هم الخوارج ؛ منهم وليد بن طريف الذي قتله يزيد بن زائدة الأيادي الذي يقول في رجزه :

أنا وليد بن طريف الشاريقسورة لا يُصطلى بناري
[هُ] جوركم أخرجني عن دارى
¨ [4 ـ] الأباضية : هم الذين يعتقدون معتقد الخوارج ، وعليه غالب أهل مسقط

1.م : المشاركة .

2.الرونديّة أو الراوندية : هم شيعة ولد العباس بن عبد المطّلب من أهل الخراسان . المقالات والفرق للأشعرى ، ص ۱۸۰ .

3.والأصحّ الحرورية ؛ لوقعة [وقعت في] حروراء . المقالات و الفرق ، ص ۵ .

صفحه از 400