الكفاية في علم الدرايه - صفحه 399

قولهم : واهٍ تشديد في الضعف .
قولهم : لا شيء مبالغة في عدم الاعتماد .
قولهم : ليس بذلك معناه : ليس بثقة ولا عدل .
قولهم : مرتفع القول يحتمل أن يكون بمعنى ارتفاع قوله عن درجة الاعتبار وسقوطه بالكلية ، ويحتمل أن يكون الارتفاع بمعنى الغلوّ ، والقولُ بمعنى الاعتقاد ، فتكون تلك اللفظة دالّة على كونه من الغلاة في الأئمة .
قولهم : من أهل الطيارة ، ومن أهل الارتفاع معناه أنّه من الغلاة ۱ .
واعلم أنّا إنّما ذكرنا مجملاً من القول في ألفاظ المدح والقدح ولم نطل الكلام فيها ؛ لأنّها بمقدمات الرجال أشبه ، ولم نفصّل المقالات المختلفة في معاني تلك الألفاظ ، فمن أراد الوقوف فعليه بالمفصَّلات والمطوّلات . وإنّما تعلَّقَ الغرض في إيراد تلك على تنبيه وتبصرة وتسديد وتذكرة ؛ فقد رأيت أكثر مَن يدّعي العلم وليس من أهله ولا ممّن ذاق طعمه ، لايفرق بين الحسن والموثّق ، ولايدري التفاوت بين الاستفاضة والندرة ، فأردت بتحرير تلك الرسالة؛ إرشاداً لمشتغلين وإيقاظهم ؛ فإنّ العلم قد تصرّم وأذن بوادعٍ ، والجهل قد أقبل وأشرف باطّلاعٍ ، والناس يعمهون في سكرة ، خابطون في حيرة ، لا يميّزون بين الزكيّ والغبيّ ، والشقيِّ والتقيّ ، يحومون حول أشباههم ما درّت عليهم معايشهم .
اللهمّ أنت ربّ العالمين ؛ لاشريك لك . تب علينا ، واعصمنا واهدنا و وفّقنا قبل أن تَحكم علينا بالفناء والزوال ، واجعلنا ممّن شغلته هماهمُ فكرٍ في نفسه عن التفكر في غيره ، على صفةٍ من المتّقين وعبادك الصالحين ، وألحقني بآبائي الطاهرين وأسلافي الأخيار المصطفين في الدرجات المتفاضلات ، التي لاتقطع

1.الطيّارية : من فرق الغلاة ، منسوبون إلى جعفر بن الطيّار . مفاتيح العلوم للخوارزمي ، ص ۲۲ ، رجال الكشي ، ص ۲۰۸؛ فرهنگ فرق إسلامي ، ص ۱۲۹ .

صفحه از 400