أ ينفع حبُّ عليّ بن أبي طالب؟ قال : لا أعلم حتّى اُناجي ربَّ العزّة .
فأوحى اللّه تعالى إلى إسرافيل : قل لجبرئيل يُقرئ محمّد[ا] السلام و يقول : أنت منّي حيث شئتُ أنا ، و عليٌّ منك حيث أنت منّي ، و محبّو عليّ منّي حيث عليٌّ منك . ^۱

۱۶.عن ابن عبّاس ، قال :قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله بعد منصرفه من حجّة الوداع : أيّها الناس ، إنّ جبرئيل الروح الأمين نزل عليَّ من عند ربّي ـ جلّ جلاله ـ فقال : يا محمّد ، إنّ اللّه يقول : إنّي قد اشتقت إلى لقائك ، فأوص بخير و تقدَّمْ في أمرك .
أيّها الناس ، إنّه قد اقترب أجلي ، و كأنّي بكم قد فارقتموني و فارقتكم ، فإذا فارقتموني بأبدانكم فلا تفارقوني بقلوبكم .
أيّها الناس ، إنّه لم يكن للّه نبيّ قبلي خلدَ في الدنيا فاُخلد ؛ فإنّ اللّه تعالى قال : «و ما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن متَّ فهم الخالدون »^۲«كلّ نفس ذائقة الموت »^۳.
ألا و إنّ ربّي أمرني بوصيّتكم ، ألا و إنّ ربّي أراد أن أدلّكم على سفينة نجاتكم و باب حطّتكم ، فمن أراد منكم النجاة بعدي والسلامةَ من الفتن المردية ، فليتمسّك بولايه عليّ بن أبي طالب ؛ إنّه الصدّيق الأكبر و الفاروق الأعظم ، و هو إمام كلّ مسلم بعدي ، مَن اقتدى به ^۴ ورد على حوضي ، و من خالفه لم أره و لم يرني و اختلج ^۵ دوني ، فأخذتْه ذات الشمال إلى النار .
أيّها الناس ، إنّي قد نصحت لكم ، و لكن لا تحبّون الناصحين ، أقول قولي