۱۵۹۸.عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ لِكُلِّ شَيءٍ أنفَةً ۱ ، وإنَّ أنفَةَ الصَّلاةِ التَّكبيرَةُ الاُولى ، فَحافِظوا عَلَيها . ۲
۱۵۹۹.علل الشرائع عن هشام بن الحكم عن الإمام الكاظم عليه السلام ، قال :قُلتُ لَهُ : لِأَيِّ عِلَّةٍ صارَ التَّكبيرُ فِي الاِفتِتاحِ سَبعَ تَكبيراتٍ أفضَلَ؟ ولِأَيِّ عِلَّةٍ يُقالُ فِي الرُّكوعِ : «سُبحانَ رَبِّيَ العَظيمِ وبِحَمدِهِ» ، ويُقالُ فِي السُّجودِ : «سُبحانَ رَبِّيَ الأَعلى وَبِحَمدِهِ»؟
قال : يا هِشامُ ، إنَّ اللّهَ تَباركَ وتَعالى خَلَقَ السَّماواتِ سَبعا ، وَالأَرَضينَ سَبعا ، وَالحُجُبَ سَبعا ، فَلَمّا أُسرِيَ بِالنَّبيِّ صلى الله عليه و آله وكانَ مِن رَبِّهِ كَقابِ قَوسَينِ أو أدنى ، رُفِعَ لَهُ حِجابٌ مِن حُجُبِهِ ، فَكَبَّرَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله وجَعَلَ يَقولُ الكَلِماتِ الَّتي تُقالُ فِي الاِفتِتاحِ ، فَلَمّا رُفِعَ لَهُ الثّاني كَبَّرَ ، فَلَم يَزَل كَذلِكَ حَتّى بَلَغَ سَبعَ ۳ حُجُبٍ ، وكَبَّرَ سَبعَ تَكبيراتٍ ، لِتِلكَ العِلَّةِ يُكَبَّرُ فِي الاِفتِتاِح فِي الصَّلاةِ سَبعَ تَكبيراتٍ .
فَلَمّا ذَكَرَ ما رَأى مِن عَظَمَةِ اللّهِ ارتَعَدَت فَرائِصُهُ ، فَابتَرَكَ عَلى رُكبَتَيهِ وأخَذَ يَقولُ : «سُبحانَ رَبِّيَ العَظيمِ وبِحَمدِهِ» ، فَلَمَّا اعتَدَلَ مِن رُكوعِهِ قائِما نَظَرَ إلَيهِ في مَوضِعٍ أعلى مِن ذلِكَ المَوضِعِ ، خَرَّ عَلى وَجهِهِ وجَعَلَ يَقولُ : «سُبحانَ رَبِّيَ الأَعلى وبِحَمدِهِ» ، فَلَمّا قالَ سَبعَ مَرّاتٍ سَكَنَ ذلِكَ الرُّعبُ ، فَلِذلِكَ جَرَت بِهِ السُّنَّةُ . ۴
۱۶۰۰.الإمام الرضا عليه السلامـ فيما رَواهُ عَنهُ الفَضلُ بنُ شاذانَ مِن عِلَلِ الفَرائِضِ ـ: إن قالَ [ قائِلٌ] : فَلِمَ جُعِلَتِ التَّكبيرُ فِي الاِستِفتاحِ سَبعَ تَكبيراتٍ؟ قيلَ : إنَّما جُعِلَ ذلِكَ لِأَنَّ التَّكبيرَ فِي الرَّكعَةِ الاُولَى الَّتي هِيَ الأَصلُ سَبعُ تَكبيراتٍ : تَكبيرَةُ الاِستِفتاحِ ، وتَكبيرَةُ الرُّكوعِ ، وتَكبيرَتانِ لِلسُّجودِ ، وتَكبيرَةٌ أيضا لِلرُّكوعِ ، وتَكبيرَتانِ لِلسُّجودِ ؛ فَإِذا كَبَّرَ الإِنسانُ أوَّلَ الصَّلاةِ سَبعَ تَكبيراتٍ فَقدَ أحرَزَ التَّكبيرَ كُلَّهُ ، فَإِن سَها في شَيءٍ مِنها أو تَرَكَها لَم يَدخُل عَلَيهِ نَقصٌ في صَلاتِهِ . . .
فَإِن قالَ : فَلِمَ يَرفَعُ اليَدَينِ فِي التَّكبيرِ؟ قيلَ : لِأَنَّ رَفَعَ اليَدَينِ هُوَ ضَربٌ مِنَ الاِبتِهالِ وَالتَّبَتُّلِ وَالتَّضَرُّعِ ، فَأَحَبَّ اللّهُ عز و جل أن يَكونَ العَبدُ في وَقتِ ذِكرِهِ لَهُ مُتَبَتِّلاً مُتَضَرِّعا مُبتَهِلاً ، ولِأَنَّ في رَفعِ اليَدَينِ إحضارَ النِّيَّةِ ، وإقبالَ القَلبِ عَلى ما قالَ وقَصَدَهُ . ۵
1.اُنْفةُ الشيء : ابتداؤه ، هكذا رُوي بضمّ الهمزة ، قال الهروي : والصحيح بالفتح (النهاية : ج ۱ ص ۷۵ «أنف») .
2.المصنّف لابن أبي شيبة : ج ۱ ص ۳۴۰ ح ۳ عن أبي الدرداء ، كنز العمّال : ج ۷ ص ۴۳۰ ح ۱۹۶۳۵ .
3.كذا في جميع المصادر ، والقياس : «سبعة» .
4.علل الشرائع : ص ۳۳۲ ح ۴ ، المناقب لابن شهرآشوب : ج ۴ ص ۳۱۴ ، بحار الأنوار : ج ۸۴ ص ۳۵۵ ح ۴ .
5.عيون أخبار الرضا عليه السلام : ج ۲ ص ۱۰۸ ح ۱ ، علل الشرايع : ص ۲۶۱ ح ۹ نحوه ، بحار الأنوار : ج ۸۴ ص ۳۶۲ ح ۱۵ .