زبور العارفين - صفحه 238

في ما قيل فيك ، وإن عرفت من نفسك ما قيل فيك فسقوطك من عين اللّه عز و جل عند غضبك من الحقّ أعظم عليك مصيبةً ممّا خفت من سقوطك من أعين الناس ، وإن كنت على خلاف ما قيل فيك فثواب اكتسبته من غير أن يتعب بدنك .
واعلم بأنّك لا تكون ۱ لنا وليّاً حتّى لو اجتمع عليك أهل مصرك وقالوا : إنّك رجل سوء ، لم يحزنك ذلك ، ولو قالوا : إنّك رجل صالح ، لم يسرّك ذلك ؛ ولكن أعرض نفسك على كتاب اللّه ، فإن كنت سالكاً سبيله زاهداً في تزهيده راغباً في ترغيبه خائفاً من تخويفه فأثبت وأبشر ؛ فإنّه لا يضرّك ما قيل فيك ، وإن كنت مبائناً للقرآن فما الّذي تغرّك من نفسك . إنّ المؤمن معتنٍ ۲ بمجاهدة نفسه ليغلبها على هواها ، فمرّة يقيم أودَها ويخالف هواها في محبّة اللّه ، ومرّة تصرعه نفسه فيتّبع هواها فينعشه اللّه فينتعش ويقبل اللّه عثرته فيتذكّر ، ويفزع إلى التوبة والمخافة بصيرةً ومعرفةً لما زيد فيه من الخوف ، وذلك بأنّ اللّه يقول : « إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُم مُبْصِرُونَ »۳ .

۰.وقال عيسى عليه السلام في حكمه ومواعظه :طوبى لكم ۴ إذا حُسدتم وشُتمتم وقيل فيكم كلّ كلمة قبيحةٍ كاذبةٍ ، حينئذٍ فافرحوا وابتهجوا ؛ فإنّ أجركم قد كثر في السماء ۵ .

منها في الاعتراف بالتقصير والانكسار إلى اللّه تعالى ، وهو ضدّ العجب

۰.قال اللّه تعالى لعيسى عليه السلام :يا عيسى ، انظر في عملك نظر العبد المذنب الخاطئ ، ولا تنظر في عمل غيرك /125/ بمنزلة الربّ ۶ .

۰.قال أبوالحسن عليه السلام :إنّ رجلاً من بني إسرائيل عبد اللّه أربعين سنة ، ثمّ قرّب قرباناً فلم يقبل منه ، فقال لنفسه : ما اُتيتُ ۷ إلاّ منك ، وما الذّنب إلاّ لك . قال : فأوحى اللّه تعالى إليه : ذمّك لنفسك

1.الف و ب : لو تكن .

2.الف وب : مغتني . وفي حاشية ب : فينبغي للمؤمنين أن يعتني (ظ) .

3.بحار الأنوار، ج۷۵، ص۱۶۲ باب وصايا الصادق عليه السلام ح۱ ؛ والآية في سورة الأعراف، الآية ۲۰۱ .

4.الف وب : طوباكم (بدل : طوبى لكم) .

5.بحار الأنوار، ج۱۴، ص۳۰۴ ، ح۱۷ عن تحف العقول .

6.بحار الأنوار، ج۱۴، ص۲۹۸ باب مواعظ عيسى عليه السلام ، من الكافي، ج۸، ص۱۴۱ وأمالي الصدوق، ص۳۱۲ .

7.الف وب : اُوتيت .

صفحه از 287