زبور العارفين - صفحه 118

بسم الله الرّحمن الرّحیم
وبه نستعين
الحمد للّه ربّ العالمين ، وحبيب العارفين ، وإله العاشقين .
والصلاة والسلام على ملائكته المقرّبين وأنبيائه المرسلين وأوليائه المنتجبين ، خصوصاً على حبيبه ومحبوبه محمّد وآله الطاهرين وأشياعهم المخلصين .
وبعد ، يقول العبد المذنب الرّاجي إلى الكريم المنّان علي قلي ابن قرچقاي خان : إنّ هذه رسالة شريفة روحيّة قدسيّة ، مهيّجة لشوقة المشتاقين ، وملوّعة للَوعة المتعطّشين ، مشتملة على مناجاة العارفين بالحقّ والعاشقين بالصدق الأئمّة المعصومين صلوات اللّه عليهم أجمعين ، والأحاديثِ القدسيّة ۱ والمعصوميّة في بيان حال العارفين والعاشقين ، والحِكَمات الهادية إلى طريق الحقّ واليقين ، والموصلة إلى الفناء والوله في إله الأوّلين والآخرين ؛ ألّفتها لنفسي ولإخواني الطالبين والسالكين ؛ ورتّبتها على / 3 / مقدّمة ، وأربعة زبور ، وخاتمة . وسمّيتها بـ«زبور العارفين وبراق العاشقين» ، فينبغي لنا ولإخواننا المؤمنين أن نقرأها بألحان حزينة داووديّة بلسان العاشقين الوالهين ، ونجعلها ورداً في تعقيبات صلواتنا بأنين اللاّئعين ، واللّه المؤيّد والموفّق والمعين .
اعلم ـ يا أخي ـ أنّ غرضنا في هذه الرّسالة أوّلاً التشويق التامّ والعشق الكامل ، ثمَّ الحركة الّتي تنبعث من الشّوق التامّ ، ثمّ الاتّصال بالمشتاق إليه الحقيقي تعالى وتقدّس ؛ لأنّ النّفس ما لم تصر مشتاقة تامّة وعاشقة كاملة ، لم تتحرّك إلى المشتاق إليه .
فلمّا رأينا أنّ المناجاة المذكورة بألحان حسنة حزينة أشدّ تشويقاً وأسرع تأثيراً من سائر المشوّقات ، قدّمناها ۲ في الزبور الأوّل .

1.ب : القدّوسية .

2.الف و ب : قدّمناها .

صفحه از 287