زبور العارفين - صفحه 122

الخضوع ، ومن عينيك ۱ الدّموع ، ثمّ ادعني في ظلم الليل فإنّك تجدني قريباً مجيباً ۲ .

۰.من مصباح الشّريعة : قال الصّادق عليه السلام :المشتاق لا يشتهي طعاماً ، ولا يلتذّ شراباً ، ولا يستطيب رُقاداً ، ولا يأنس حميماً ، ولا يأوي داراً ، ولا يسكن عمراناً ، ولا يلبَس لِيناً ، ولا يقرّ قراراً ، ويعبد اللّه ليلاً ونهاراً [ راجياً ] حتّى يصل إلى ما يشتاق إليه ، ويناجيه بلسان شوقه معبِّراً عمّا في سريرته ، كما أخبر اللّه تعالى عن موسى عليه السلام في ميعاد ربّه بقوله : « وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى »۳
وفسّر النبيّ صلى الله عليه و آله عن حاله /7/ أنّه ما أكل ولا شَرِب ولا نام ولا اشتهى شيئاً من ذلك في ذهابه ومجيئه أربعين يوما شوقا إلى ربّه .
فإذا دخلت ميدان الشّوق فكبِّر على نفسك ومرادك من الدّنيا ، ودع جميعَ المألوفات ، وأحرِم عن سوى معشوقك ۴ ، ولبِّ بين حياتك وموتك : لبّيك اللّهمّ لبّيك ، [ أعظم اللّه أجرك ] ، فإنّ مثل المشتاق كمثل الغريق ليس له همّة إلاّ خلاصه وقد نسي كلَّ شيءٍ دونه ۵ .
أقول لك : يا حبيب قلبي ، ويا قرّة عيني ، أسَمعت قول حبيبك وحبيب العالمين وإلهك وإله الأوّلين والآخرين ، وأصغيت حديث إمامك ومولاك بسمع البصيرة واليقين ؟ فإن كنتَ لستَ بأقسى من الحجر وأثقل من المدَر ، فأيقظ من نوم الغفلة ، واهجر من مرقد الكسلة والرّاحة ، واشدُد حيازيمك للطّاعة والعبادة ، فقم بين يديه قياماً شاخصاً والهاً ضارعاً باكياً داعياً لما يحبّه ويرضاه ، لاسيّما بالمناجاة الآتيات في آناء الليل وأطراف النّهار ؛ فإنّ النّفس لا تتأثّر ولا تستوجب للرحم ولا تستعدّ للقرب إلى اللّه تعالى إلاّ بالوَلَه والتضرّع والتذلّل والاستكانة والبصبصة والبكاء والتباكي إليه ۶ .

1.الف : عينك .

2.بحار الأنوار ، ج۶۷ ، ص۱۴ ، ح۲ ، عن أمالي الصدوق ، ص۲۹۲ ، المجلس السابع والخمسون ، ح۱ .

3.سورة طه ، الآية ۸۳ .

4.مصباح الشريعة : مشوّقك .

5.بحار الأنوار ، ج۶۷ ، ص۲۴ ، ح۲۴ ؛ مصباح الشريعة ، ص۱۹۶ ، نشر مؤسسة الأعلمي ـ بيروت ؛ ترجمة مصباح الشريعة ، ص۵۸۹ ، الباب ۹۸ في الشوق .

6.ب : ـ إليه .

صفحه از 287