زبور العارفين - صفحه 128

وكَيْفَ اُسْكِتُ بالإفحامِ لِسانَ ضِراعَتي وقَدْ أقْلَقَني ما اُبْهِمَ عَلَيَّ مِنْ تقدير عاقِبَتي ۱ .

۰.سَيّدي ، إنْ كُنْتَ لا تَرْحَمُ إلاّ المُجِدِّينَ في طاعَتِكَ ، فَإلى مَنْ يَفْزَعُ المُقَصِّرُونَ ؟ وإنْ كُنْتَ لا تَقْبَلُ إلاّ [ مِنَ ] المُجتهِدينَ ، فَإلى مَنْ يَلْجَأُ الخاطِؤُونَ ؟ وَإنْ كُنْتَ لا تُكْرِمُ إلاّ أهْلَ الإحسانِ ، فَكَيْفَ يَصْنَعُ المُسيؤونَ ؟ وإنْ كانَ لا يَفُوزُ يَومَ الحَشْرِ إلاّ المُتَّقونَ ، فَبِمَنْ يَسْتَغيثُ المُذْنِبُونَ ؟

۰.سَيِّدي ، إن كانَ لا يَجُوزُ على الصِّراطِ إلاّ مَنْ أجازَتْهُ بَراءَةُ عَمَلِهِ ، فأَنّى بالجَوازِ لِمَنْ لَمْ يَتُبْ إلَيْكَ قَبْلَ دُنُوِّ أجَلِهِ ؟ وإنْ لَمْ تَجُدْ إلاّ على مَنْ عَمَّرَ بالزُّهْدِ مَكْنُونَ سَريرَتِهِ ، فَمَنْ لِلْمُضْطَرِّ الذي لم تُرْضِه ۲ بَيْنَ العالَمين سَعْيُ نَقيَّتِهِ ؟

۰.سَيّدي ، إنْ حَجَبْتَ عن أهْلِ تَوْحِيدِكَ نَظَرَ تَغَمُّدِكَ بِخَطيئاتِهِم ، أوْبَقَهُمْ ۳ غَضَبُكَ بينَ المُشْركينَ بِكُرُباتِهِم .

۰.سَيّدي ، إنْ لَم تُنْشِلنا يَدُ إحسانِكَ يومَ الوُرُودِ ، اخْتَلَطْنا في الخِزْيِ يومَ الحَشْرِ بِذَوي الجُحُودِ ، فأوجِبْ لنا بالإسلامِ مدخُورَ /15/ هِبَاتِكَ ، وَأصْفِ ما كَدَّرَتْهُ الجرائِمُ بِصَفْحِ صِلاتكَ .

۰.سَيّدي ، لَيْسَ لي عنْدَكَ عَهْدٌ اتَّخَذْتُهُ ولا كِبْرُ عَمَلٍ أخْلَصْتُهُ ، إلاّ أَنّي واثِقٌ بِكَرِيمِ أفْعَالِكَ ، راجٍ لجَسيمِ إفضالِكَ ، عَوَّدْتَني مِنْ جَميلِ تَطَوُّلِكَ عادَةً أنْتَ اَوْلى بِإتْمامِها ، ووَهَبْتَ لي مِنْ خُلُوصِ مَعْرِفَتِكَ حَقيقةً أَنْتَ المشكُورُ على إلهامِهَا ۴ .

۰.سَيّدي ، أمَرْتَ بالمعروفِ وأَنْتَ أولى بِهِ مِنَ المأمورينَ ، وحَضَضْتَ على إعطاءِ السّائِلينَ وأَنْتَ خَيْرُ المسؤولِينَ ، ونَدَبْتَ إلى عِتْقِ الرِّقابِ وأَنْتَ خَيْرُ المُعتِقينَ ، وحَثَثْتَ على الصَّفْحِ عن المُذْنِبينَ وأَنْتَ أكرمُ الصَّافِحينَ ۵ .

۰.سَيّدي ، قد ذَكَرْتُكَ بالذِّكْر الّذي ألْهَمْتَنِيهِ ، ووَحَّدْتُكَ بالتّوحيدِ الّذي أكْرَمتنِيهِ ، ودَعَوْتُكَ

1.المصدر ، الفقرتان ۱۰۵ و۱۰۶ .

2.الصحيفة : يرضه .

3.الصحيفة : أوقعهم .

4.الصحيفة السجادية الجامعة ، الدعاء ۱۹۹ ، الفقرات ۱۱۰ ـ ۱۱۴ .

5.المصدر ، الفقرة ۱۱۶ .

صفحه از 287