زبور العارفين - صفحه 131

الزبور الأوّل

في مناجاة العارفين والعاشقين من الأئمّة المعصومين صلوات اللّه عليهم أجمعين

منها مناجاة سيّدنا ومولانا عليّ بن الحسين زين العابدين عليه السلام

۰.إلهي لَولا الواجِبُ مِنْ قَبُولِ أمْركَ لَنَزَّهْتُكَ عَنْ ذِكْري إيّاكَ ، عَلى أنَّ ذِكري لَكَ بِقَدْري لا بِقَدْرِكَ ، وما عسى أنْ يَبْلُغَ مِقداري حَتّى اُجْعَلَ مَحَلاًّ لِتَقديسكَ ، ومِنْ أعْظَمِ النِّعَمِ عَلَينا جَرَيانُ ذِكْرِك على ألسِنَتنا ، وإذْنُكَ لنا بِدُعائِكَ وتَنْزِيهِكَ وَتَسْبيحِكَ /18/ .

۰.إلهي فَأَلْهِمْنا ذِكْرَكَ في الملاءِ والخَلاءِ واللَّيْلِ والنَّهارِ والإعْلانِ والإسْرار وفي السَّرَّاءِ والضَّرَّاءِ ، وآنِسنا بالذِّكْرِ الخَفيِّ ، واسْتَعْمِلْنا بالْعَمَلِ الزَكِيِّ والسَّعْيِ المَرْضِيِّ ، وجَازِنا بالميزانِ الوَفيِّ .

۰.إلهي بِكَ هامَتِ القُلُوبُ الوالِهَةُ ، وعلى مَعْرِفَتِكَ جُمِعَتِ العُقُولُ المُتبايِنَةِ ، فلا تَطْمَئِنُّ القُلوبُ إلاّ بِذِكْراكَ ، ولا تَسْكُنُ النُّفُوسُ إلاّ عِنْدَ رُؤياكَ ، أنْتَ المُسَبَّحَ في كُلِّ مَكانٍ ، والمعبودُ في كُلِّ زَمانٍ ، والمَوجودُ في كُلِّ أوانٍ ، والمَدعُوُّ بِكُلِّ لِسانٍ ، والمُعَظَّمُ في كُلِّ جَنانٍ ، فَأسْتَغْفِرُكَ مِنْ كُلِّ لَذَّةٍ بِغَيْرِ ذِكْرِكَ ، ومِنْ كُلِّ رَاحَةٍ بِغَيْرِ اُنْسِكَ ، ومِنْ كُلِّ سُرورٍ بِغَيْرِ قُرْبِكَ ، ومِنْ كُلِّ شَغلٍ بِغَيْر طاعَتِكَ .

۰.إلهي أنْتَ قُلْتَ وقولُكَ الحقُّ : « يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللّهَ ذِكْراً كَثِيراً وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً »۱ وَقُلْتَ : « فَاذْكُرُوني أَذْكُرْكُمْ »۲ فَأمَرْتَنا بِذِكْرِكَ ، ووَعَدْتَنا عَلَيْهِ أَنْ تَذْكُرَنا تَشْريفاً [ لَنَا ]وَإكراماً وتَفْخِيماً وإعظاماً ، وهَا نَحْنُ ذاكِرُوكَ كَمَا أَمَرْتَنا ، فَأَنْجِزْ لنا ما وَعَدْتَنا يا ذاكِرَ الذَّاكِرينَ ويا أَرْحَم الرَّاحِمين ۳ .

1.سورة الأحزاب ، الآية ۴۱ ـ ۴۲ .

2.سورة البقرة ، الآية ۱۵۳ .

3.الصحيفة السجادية الجامعة ، الدعاء ۱۹۴ . في مناجاة الذاكرين .

صفحه از 287