زبور العارفين - صفحه 144

واُمّي يا شبلي محمّد وضرغاميه ، يا ولديه وسبطيه ، يا سيّدي شباب أهل الجنّة المقرّبين من الرحمة والرضوان ، مرحباً بكم معاشر خيار أصحاب محمّد وعلي وولديهما ، ما أعظم شوقي إليكم ، وما اشتدّ ۱ سروري الآن بلقائكم . يا رسول اللّه ، هذا مَلَكُ الموت قد حضرني ، ولا أشكُّ في جلالتي في صدره ؛ لمكانك ومكان أخيك منّي .
فيقول رسول اللّه : كذلك هو . ثمّ يقبل رسول اللّه صلى الله عليه و آلهعلى ملك الموت فيقول : يا ملك الموت ، استوص بوصيّة اللّه في الإحسان إلى مولانا وخادمنا ومحبّنا ومؤثرنا .
فيقول [ له ] ملك الموت : يا رسول اللّه ، مُرهُ أن ينظر إلى ما قد أعدّ [ اللّه ] له في الجنان .
فيقول له رسول اللّه : اُنظر . فينظر إلى العلوّ ، وينظر إلى ما لا يحيط به الألباب ولا يأتي عليه العدد والحساب .
فيقول ملك الموت : كيف لا أرفق بمن ذلك ثوابه ، وهذا محمّد وأعزّته زوّاره ! يا رسول اللّه ، لولا أنّ أللّه جعل الموت عقبة لا يصل إلى تلك /36/ الجنان إلاّ من قطعها لما تناولت روحه ، ولكن لخادمك ومحبّك هذا اُسوة بك وبسائر أنبيائه ورسوله وأوليائه الذين اُذيقوا ۲ الموت بحكم اللّه .
ثمّ يقول محمّد صلى الله عليه و آله وسلم : يا ملك الموت ، هاك أخانا قد سلّمناه إليك فاستوص به خيراً . ثمّ يرتفع هو ومن معه إلى رياض الجنان ، وقد كشف عنه الغطاء والحجاب لعين ذلك المؤمن العليل ، فيراهم المؤمن هناك بعد ما كانوا حول فراشه ، فيقول : يا ملك الموت ، الوَحَى الوَحَى ، تناول روحي ولا تلبثني هاهنا ، فلا صبر لي عن محمّد وأعزّته وألحقني بهم . فعند ذلك يتناول ملك الموت روحه فيسلّها كما تسلّ الشعر[ ة ] من الدقيق ، وإن كنتم ترون أنّه في شدّة [ فليس هو في شدّة ] بل هو في رخاء ولذّة ، فإذا اُدخل قبره وجد جماعتنا هناك ، وإذا جاءه منكر ونكير قال أحدهما الآخر : هذا محمّد وعليّ والحسن والحسين وخيار صحابتهم بحضرة صاحبنا فلنصنع ۳ لهم ، فيأتيان فيسلّمان على محمّد سلاماً مفرداً ، ثمّ يسلّمان على عليٍّ سلاما مفردا ، ثمّ يسلمان على الحسن والحسين

1.في المصدر : أشدّ .

2.النسختين : ذائقوا .

3.المصدر : فلنتّضع .

صفحه از 287