زبور العارفين - صفحه 150

على النّاس في يوم القيامة من الهول والشدّة وما اُحاسب به الأغنياء والفقراء والجهلاء والعلماء ، واُنوّمه ۱ في قبره ، واُنزل عليه منكراً ونكيراً حتّى يسألاه ويبشّراه ، ولا يرى غمرة الموت ولا ظلمة القبر واللحد وهول المطلع ، ثمّ لا أنصب له ميزانه ولا أنشر ۲ له ديوانه ، ثمّ لأضع كتابه في يده فيقرأه منشوراً ، ثمّ لا أجعل بيني وبينه ترجماناً ۳ .
ثمّ أرفعه إليّ فينكب مرّة ويقوم مرّة ويقعد مرّة ويسكن مرّة ، ثمّ يجوز على الصراط ، ثمّ لم ۴ يقرب له جهنّم ، ثمّ تزيّن له الجنّة ، وجيء بالنبيّين والشهداء ، ويتعلّق المظلومون بالظّالمين ، ويوضع الكرسيّ لفصل القضاء ، ويقول كلّ إنسان لخصمه : بيني وبينك الحَكَم العَدْل الذي لا يجور . ثمّ أرفع الحجب بيني وبينه فاُنعمه بكلامي ، واُلذّذه بالنظر إليّ ، فمن كان فعله في الدنيا هكذا كيف يكون رغبته في الدنيا ؟! وكيف يكون حبّه للدّنيا وهو يعلم أنّ كلّ حيّ فيها يموت ، وأنا الحيّ الّذي لا أموت ، ولأجعلنّ مُلك هذا العبد فوق مُلك كلّ ۵ المُلوك حتّى يتضعضع له كلّ مَلِكٍ ، ويهابه /41/ كُلّ سلطانٍ جائرٍ وجبّارٍ عنيد ، ويتمسّح به كلّ سبع ضارٍّ ؛ ولاُشوّقنّ إليه الجنّة وما فيها ، ولأستغرقنّ عقله بمعرفتي ، ثمّ لأقومنّ مقام عقله ، ثمّ لاُهوّننّ عليه الموت وسكراته ومراراته وفزعه حتّى تشتاق إلى الجنّة شوقاً ، حتّى إذا اُنزل عليه ملك الموت قال له : مرحباً [ و ] طوبى لك ـ ثلاث مرّات ـ [ فـ ]ـإنّ اللّه عز و جل إليك لمشتاق .
واعلم ـ يا وليّ اللّه ـ أنّ الأبواب الّتي كان يصعد فيها عملك تبكي عليك ، وأنّ محرابك ومصلاّك يبكيان عليك ، فيقول له : امض برضوان اللّه وإكرامه ، ويخرج روحه من جسده كما يخرج الشعرة من العجين ۶ .

1.المصدر : اُنوّر له .

2.المصدر : ثم أنصب . . . وأنشر .

3.إرشاد القلوب ، ج۱ ، ص۳۸۰ ، عنه في بحار الأنوار ، ج۷۴ ، ص۲۸ ، بتفاوت وتقديم وتأخير في بعض الألفاظ ؛ كلمة اللّه ، ص۳۷۸ ـ ۳۷۹ .

4.ب : ـ لم .

5.ب : ـ كل .

6.لم يرد في إرشاد القلوب المطبوع .

صفحه از 287