زبور العارفين - صفحه 152

ومنه أيضاً : يا أحمد ، إنّ أهل [ الخير و ]الآخرة رقيقة وجوههم ، كثير حياؤهم ، قليل حُمقهم ، كثير نفعهم ، قليل مكرهم ، الناس منهم في راحة ، وأنفسهم منهم في تعب ، كلامهم موزون ، محاسبين لأنفسهم متعبين لها ، تنام أعينهم ولا تنام قلوبهم ، أعينهم باكيةٌ وقلوبهم ذاكرة ، إذا كُتب النّاس من الغافلين كتبوا من الذّاكرين ، في أوّل النعمة يَحمدون وفي آخرها يشكرون ، دعاؤهم عند اللّه مرفوع ، وكلامهم عند اللّه مسموع ، يفرح بهم الملائكة ، يدور دعاؤهم تحت العرش ۱ ، يحبّ الرب أن يسمع كلامهم كما تحبّ الوالدة ولدها ، لا يشغلهم عن اللّه شيء طرفة عين ، لا يريدون كثرة الطّعام والشراب واللباس ، الناس عندهم موتى ، واللّه عندهم حيٌّ قيّومٌ كريمٌ لا يموت ، يدعون المدبرين كرماً ، ويزيدون المقبلين تلطّفاً ، قد صارت الدنيا والآخرة عندهم واحدةً ۲ ، يموت الناس مرّة ويموت /43/ أحدهم في كلِّ يومٍ سبعين مرّةً من مجاهدة أنفسهم ومخالفة هواهم ۳ والشيطان الذي يجري في عروقهم ، ولو تحرّكت ريح لزعزعتهم ، وإن قاموا بين يديَّ فكأنّه بيان مرصوص ، لا أرى في قلبهم ۴ شغلاً لمخلوقين ۵ ، فوعزّتي وجلالي لاُحيينّهم حياةً طيّبةً إذا فارقت أرواحهم جسدهم ۶ ، ولا اُسلّط عليهم ۷ ملك الموت ، ولا يلي قبض روحهم ۸ غيري ، ولأفتحنّ لروحهم ۹ أبواب السماء كلّها ، ولأرفعنّ الحجب كلّها دوني ، ولآمرنّ الجنان فليتزيننّ والحور العين فلتشرقنّ ، والملائكة فلتصلّينّ ، والأشجار فلتثمرنّ وثمارَ الجنّة فلتَدلّينّ ۱۰ ، ولآمرنّ ريحاً من الرّياح التي تحت العرش فلتحملنّ جبالاً من الكافور والمسك الأذفر فتصيرنّ وقوداً من غير

1.الإرشاد : الحجب .

2.إلى هنا في إرشاد القلوب ، ج۱ ، ص۳۷۶ ؛ عنه في بحار الأنوار ، ج۷۴ ، ص۲۴ ؛ كلمة اللّه ، ص۳۶۸ ـ ۳۶۹ .

3.النسختين : هوائهم .

4.الف : قلبه . ب : قلوبهم .

5.الإرشاد : لمخلوق .

6.النسختين : أرواحه جسده .

7.النسختين : عليه .

8.النسختين : روحه .

9.النسختين : لروحه .

10.النسختين : فلتذلّين .

صفحه از 287