زبور العارفين - صفحه 153

نارٍ فلتدخلنّ ۱ ، فلا يكون بيني وبينه ۲ ستر ، فأقول له عند قبض روحه : مرحباً وأهلاً بقدومك عليّ ، اصعد بالكرامة والبشرى وبالرحمة والرضوان ، وجنّاتٍ لهم فيها نعيم مقيم ، خالدين فيها أبداً إنّ اللّه عنده أجرٌ عظيم . فلو رأيت الملائكة كيف يأخذها واحد ويعطيها الآخر لتعجبنّ ۳ .
ومنه أيضاً : يا أحمد ، إنّ في الجنّة قصراً من لؤلؤة فوق لؤلؤة ، ودرّة فوق درّة ، وليس فيها فصم ولا وصلٌ ، فيها الخواص ، أنظر إليهم في كلّ يوم سبعين مرّة واُكلّمهم ، كلّما نظرت إليهم أزيد في ملكهم سبعين ضعفاً ، وإذا تلذّذ ۴ أهل الجنّة بالطعام والشراب تلذّذوا اُولئك بذكري وكلامي وحديثي .
قال : يا رب ، ما علامة اُولئك ؟ قال : [ هم في الدنيا ]مسجونون ؛ قد سَجنوا ألسنتهم من فضول الكلام ، وبطونَهم من فضول الطعام ۵ .
من طريق آخر : قيل : إنّ اللّه /44/ لمّا رفع الحجاب بينه وبين المؤمنين نظروا إلى ربّهم ، يبقون في نظرهم والهين شاخصين ثمانمئة سنةٍ في سكرتهم وفي غالب شوقهم وفي كثرة ظمائهم إلى اللّه ، حتّى اشتاقت الحور ، قلن : إلهنا وسيّدنا ، طالت المدّة بيننا وبين أحبّتنا فإنّا منتظرة إليهم ، ثمّ أخذتَهم عنّا . فيرسل الحُجّاب ويقول الرّحمن : امضوا إلى الجنّة . فيقولون : إلهنا وسيّدنا ، دَعنا ننظر إليك لحظةً ولحظتين ثمّ افعل بنا ما تريد . فيقول : وعزّتي وجلالي منذ رفعت إليّ الحجاب بيني وبينكم على المشاهدة ثمانمئة ۶ سنة فلأنتم في مناجاتنا وحضرتنا . فيقولون : اللحظة واللحظتين ! فيقول : لا تشبعون من رؤيتي ، فارجعوا ؛ فإنّ الحور والولدان ينتظرون قدومكم ۷ .

0.في تفسير علي بن إبراهيم روى عن صهيب أنّه قال :قرأ رسول اللّه صلى الله عليه و آله : « للّذينَ أحْسَنُوا

1.الإرشاد : + به .

2.الإرشاد : بين روحه .

3.بحار الأنوار ، ج۷۴ ، ص۲۴ ـ ۲۵ ؛ ولم يرد في الإرشاد المطبوع ؛ كلمة اللّه ، ص۳۶۸ ـ ۳۷۰ .

4.النسختين : تلذّذوا .

5.إرشاد القلوب ، ج۱ ، ص۳۷۴ ـ ۳۷۵ ؛ بحار الأنوار ، ج۷۴ ، ص۲۳ ؛ كلمة اللّه ، ص۳۶۵ .

6.ب : + ألف .

7.لم يرد في إرشاد القلوب المطبوع و بحار الأنوار .

صفحه از 287