زبور العارفين - صفحه 159

قال : فيقول وليُّ اللّه : ائذنوا لها فتنزل إليّ ، فيبتدر إليها ألف وصيفٍ وألف وصيفةٍ يبشّرونها بذلك ، فتنزل إليه من خيمتها وعليها سبعون حلّة منسوجة بالذهب والفضّة مكلّلة بالدرّ والياقوت والزبرجد ، صبغهنّ ۱ المسك والعنبر بألوان مختلفة (كاعبٌ مقطومة خميصة كفلاً سوقاً) ۲ يرى مخّ ساقها من وراء سبعين حلّة ، طولها سبعون ذراعاً وعرض مابين منكبيها عشرة أذرع ، فإذا دنت من وليّ اللّه أقبلت الخدّام بصحائف الذهب والفضة فيها الدرّ والياقوت والزبرجد فينثرونها عليها ، ثمّ يعانقها وتعانقه فلا يملّ ولا تملّ .

۰.قال :ثمّ قال أبو جعفر عليه السلام : أمّا الجنان المذكورة في الكتاب فإنّهنّ : جنّة عدن وجنّة الفردوس وجنّة نعيم وجنّة المأوى . وإنّ للّه تعالى جناناً محفوفة بهذه الجنان ، وإنّ المؤمن ليكون له من الجنان ما أحبّ واشتهى يتنعّم فيهنّ كيف يشاء ، وإذا أراد المؤمن شيئاً إنّما دعواه فيها إذا أراد أن يقول : سبحانك اللّهمّ ، فإذا قالها تبادرت إليه الخدّام بما اشتهى من غير أن يكون طَلَبه منهم أو أمر به ، وذلك قول اللّه تعالى : « دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلامٌ » /51/ يعني الخدّام . « وَآخِرُ دَعَوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ العَالَمِينَ »۳ يعني بذلك عند ما يقضون من لذّاتهم من الجماع والطّعام والشراب ، يحمدون اللّه تعالى عند فراغهم .
وأمّا قوله : « اُولئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَعْلُومٌ »۴ يعلمه الخدّام فيأتون به أولياء اللّه قبل أن يسألوهم إيّاه .
وأمّا قوله تعالى : « فَوَاكِهُ وَهُمْ مُكْرَمُونَ »۵ فإنّهم لا يشتهون شيئاً في الجنّة إلاّ اُكرموا به ۶ .

۰.وينبغي أن يعلم أنّ نعماء الجنّة ولذّاتها لا يقاس على نعماء الدنيا ولذّاتها ، كيف لا ؟ ولقد قال اللّه تعالى لعيسى عليه السلام :يا ابن مريم ، لو رأت عينك ما أعددت لأوليائي الصّالحين

1.ب : صيغتهنّ . الف : صيغهنّ .

2.مابين القوسين لم يرد في الكافي والبحار .

3.سورة يونس ، الآية ۱۰ .

4.سورة الصافات ، الآية ۴۱ .

5.سورة الصافات ، الآية ۴۲ .

6.بحار الأنوار ، ج۸ ، ص۱۵۸ ـ ۱۶۱ ، ح۹۷ عن الكافي ، ج۸ ، ص۹۵ ـ ۱۰۰ ، ح۶۹ .

صفحه از 287