زبور العارفين - صفحه 164

لِأَصْحَابِ الْيَـمِينِ * ثُلَّةٌ مِنَ الأَوَّلِينَ * وَثُلَّةٌ مِنَ الآخِرِينَ » ۱ .

وقال : « إِنَّ الأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُوراً * عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيراً * يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً * وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ /57/ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللّهِ لاَ نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلاَ شُكُوراً * إِنَّا نَخَافُ مِن رَبِّنَا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً * فَوَقَاهُمُ اللّهُ شَرَّ ذلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً * وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً * مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الأَرَائِكِ لاَ يَرَوْنَ فِيهَا شَمْساً وَلاَ زَمْهَرِيراً * وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلاَلُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلاً * وَيُطَافُ عَلَيْهِم بِآنِيَةٍ مِن فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَ * قَوَارِيرَا مِن فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيراً * وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْساً كَانَ مِزَاجُهَا زَنجَبِيلاً * عَيْناً فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلاً * وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤاً مَنثُوراً * وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً * عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِن فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَاباً طَهُوراً * إِنَّ هذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُم مَشْكُوراً » ۲ .

أقول لك : يا حبيبي ويا رَوْحي وراحتي ، هذا قول ربّك الحقّ ووعده الصّدق الّذي جاء به نبيّك وسيّدك الصادق الأمين ، فإن كانت طينة نفسك من القدسيّين وجوهر روحك من العلّيّين ، وجذبتْ روحك تلك الكرامات العاليات ، وتاقت نفسك إلى هذه النعمات الطاهرات النظيفات ، فاترك الدنيا ولذّاتها ، وطلِّقها ثلاثاً كما طلّقها إمامك ومولاك أميرالمؤمنين عليه السلام ؛ فإنّه لا يمكن الوصول إلى تلك الكرامات العالية ، ولا يمكن المساس /58/ بهذه النّعمات الروحانيّة إلاّ بالتطهّر من الأوساخ والأرجاس وأنجاس المعنويّة .
وكيف لا ؟ ولقد قال سيّدنا ومولانا حسن بن علي العسكري عليهماالسلام في تفسيره : عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله : اتّقوا اللّه معاشر الشيعة ؛ فإنّ الجنّة لن يفوتكم وإن أبطأت بها عنكم قبائح أعمالكم ،

1.سورة الواقعة ، الآية ۱ ـ ۴۰ .

2.سورة الإنسان ، الآية ۵ ـ ۲۲ .

صفحه از 287