في الحديد ، فلا يمكن إزالة الطبع إلاّ بمصقل الآلام ، ولا يمكن إزالة الرين إلاّ بالنّار المذيبة ، فإذا كان الحال هكذا فَلِمَ لا تجتهد الآن لزوال الطبع وخليته أن يصير ريناً فلا يزول إلاّ بالنّار ؟ فيفعل العاقل بمثل هذا الفعل ويختار العسر على اليسر والمرجوح على الراجح مع علمه ويقينه بالراجح والمرجوح ؟! كلاّ بل لا يفعله إلاّ المسحور بسحر الوسواس الشيطانيّة ، ولا يعمله إلاّ السّكران بسكر المحبّة الدّنياويّة . فإذا علمت هذا فأفق من هذا السكر بحركة التضرّع والابتهال بقوّة الإيمان الطينيّة والجبلية ، واخلص ^۱ من هذا السّحر بتعويذ التوبة والإنابة والاستعاذة بمطردة الذكر اللاّحوليّة واللاّقوّتيّة ^۲ ، والصلاة على محمّد وآله الزكيّة .
ولا تغفل عن هذا ؛ فإنّ هذا هذا ، واعلم أنّي لك من النّاصحين والمشفقين .