زبور العارفين - صفحه 170

صواب ، ولا يلبس إلاّ الاقتصاد ، مشيه التواضع ، خاضع لربّه بطاعته ، راضٍ عنه في كلّ حالاته ، نيّته خالصة ، أعماله ليس فيها غشٌ ولا خديعة ، نظره عبرة ، وسكوته فكرة ، وكلامه حكمة ، مناصحاً متباذلاً متواخياً ، ناصحٌ في السرّ والعلانية ، لا يهجر أخاه ، ولا يغتابه ، ولا يمكر به ، ولا يأسف على ما فاته ، ولا يحزن على ما أصابه ، ولا يرجو ما لا يجوز له الرجاء ، ولا يفشل في الشدّة ، ولا يبطر في الرخاء ، يمزج العلم بالحلم والعقل بالصبر ، تراه بعيداً كسله ، دائماً نشاطه ، قريباً أمله ، قليلاً ذلله ، متوقّعاً أجله ، خاشعاً قلبه ، ذاكراً ربّه ، قانعة نفسه ، منفيّاً جهله ، سهلاً أمره ، حزيناً لذنبه ، مَيْتةً شهوته ، كظوماً غيظه ، صافياً خُلقه ، آمناً منه جاره ، ضعيفاً كبره ، قانعاً بالذي قُدِّرَ له ، متيناً صبره ، محكماً أمره ، /64/ كثيراً ذكره ، يخالط الناس ليعلم ، ويصمت ليسلم ، ويسأل ليفهم ، ويتّجر ليغنم ، لا ينصت للخبر ليفخر ۱ به ، ولا يتكّل ليتجبّر ۲ به على من سواه ، نفسه منه في عناء ، والناس منه في راحة ، أتعب نفسه لآخرته فأراح الناس من نفسه ، إن بُغِي عليه صبر حتّى يكون اللّه الذي ينتصر له ، بُعْدُه ممّن تباعد منه بغض ونزاهة ، ودنوّه ممّن دنا منه لين ورحمة ، ليس تباعده تكبّراً ولا عظمة ، ولا دنوّه خديعةً ولا خلابة ، بل يقتدي بمن كان قبله من أهل الخير ، فهو إمام لمن بعده من أهل البر .
قال : فصاح همّام ۳ صيحة ، ثمّ وقع مغشيّاً عليه ، فقال أميرالمؤمنين عليه السلام : أما واللّه [ لقد ]كنت أخافها عليه . وقال : هكذا تصنع الموعظة البالغة بأهلها .
فقال له قائل : فمابالك يا أميرالمؤمنين ؟!
فقال : إنّ لكلٍّ أجلاً ۴ لا يعدوه وسبباً لا يجاوزه ، فمهلاً لا تعُد فإنّما نفث على لسانك شيطان ۵ .
ومن طريق آخر في ۶ نهج البلاغة قال عليه السلام :

1.الكافي : ليفجر .

2.الف وب : ليتحيّر .

3.الف وب : الهمام .

4.الف وب : لن .

5.الكافي ، ج۲ ، ص۲۲۶ . باب المؤمن وعلاماته وصفاته ، ح۱ .

6.ب : وفي رواية اُخرى من طريق .

صفحه از 287