زبور العارفين - صفحه 174

بينهم قرابةٌ ولا مال يُعطون بها بعضُهم لبعض ، أشفق من الابن على الوالد والوالد على الولد ، ومن الأخ على الأخ .
هاه شوقاً إليهم ، يفرغون أنفسهم من كدّ الدنيا ونعيمها بنجاة أنفسهم من عذاب الأبد ودخول الجنّة لمرضاة اللّه .
واعلم ـ يا باذر ۱ ـ ، أنّ للواحد منهم أجر سبعين بدريّاً .
يا باذر ، واحد منهم أكرم على اللّه من كلّ شيء خلق اللّه على وجه الأرض .
يا باذر ، قلوبهم إلى اللّه ، وعملهم للّه ، لو مرض أحدهم له فضل عبادة ألف سنة صيامٌ نهارها وقيام ليلها ، فإن شئت حتّى أزيدك يا أباذر ؟ قلت : نعم يا رسول اللّه . قال : لو أنّ أحداً منهم إذا مات فكأنّما مات في السّماء الدنيا من فضله على اللّه ، وإن شئتَ أزيدك ؟
قلت : نعم يا رسول اللّه زدني .
قال : يا باذر ، لو أنّ أحداً منهم تؤذيه قمّلة في ثيابه فله عند اللّه أجر أربعين حجّة وأربعين عمرة وأربعين غزوة وعتق أربعين نسمة من ولد إسماعيل ، ويُدخِل واحدٌ منهم اثني عشر ألفاً في شفاعته .
فقلت : سبحان اللّه ، وقالوا مثل قولي : سبحان اللّه ، ما أرحمه بخلقه وألطفه وأكرمه على خلقه !
فقال النبي صلى الله عليه و آله : أتعجبون من قولي ؟ وإن شئتم حتّى أزيدكم ؟
قال أبوذر : نعم يا رسول اللّه /68/ زدنا .
فقال النبي صلى الله عليه و آله : يا باذر ، لو أنّ أحداً منهم اشتهى شهوةً من شهوات الدنيا فيصبر ولا يطلبها كان له من الأجر بذكر أهله ثمّ يغتمّ ويتنفّس ، كتب اللّه بكلّ نَفَسٍ ألفي ألفي حسنة ، ومحا عنه ألفي ألفي سيّئة ، ورفع له ألفي ألفي درجة ، وإن شئت حتّى أزيدك يا باذر ؟
قلت : حبيبي رسول اللّه زدني .
قال : لو أنّ أحداً منهم يصبر مع أصحابه لا يقطعهم ، ويصبر في مثل جوعهم وفي مثل غمّهم ،

1.المصدر : أباذر . وكذلك الموارد الآتية .

صفحه از 287