زبور العارفين - صفحه 176

قلت : نعم يا رسول اللّه .
قال : يجلس إليهم قومٌ مقصّرون مثقّلون من الذنوب ، فلا يقومون من عندهم حتّى ينظر اللّه إليهم فيرحمهم ويغفر لهم ذنوبهم لكرامتهم على اللّه .
ثمّ قال النبي صلى الله عليه و آله : المقصّر منهم أفضل عند اللّه من ألف مجتهد من غيرهم ، ياباذر ، ضحكهم عبادة ، وفرحهم تسبيح ، ونومهم صدقة ، وأنفاسهم جهاد ، وينظر اللّه إليهم في كلّ يوم ثلاث مرّات . يا باذر ، إنّي إليهم لمشتاق .
ثمّ غمض عينيه وبكا شوقاً ثمّ قال : اللّهمّ احفظهم وانصرهم على من خالف عليهم ولا تخذلهم وأقرّ عيني بهم يوم القيامة ، « أَلا إِنَّ أَوْلياءَ اللّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ »۱ . ۲
وعنه صلى الله عليه و آله قال : إنّ للّه عباداً ليسوا بأنبياء ولا شهداء ، يغبطهم النبيّون والشهداء ؛ لقربهم ومقعدهم من اللّه تعالى يوم القيامة .
فقال أعرابيّ : حدِّثنا ـ يا رسول اللّه ـ من هم ؟
فقال : هم عباد من عباد اللّه شتّى ، لم يكن بينهم أرحام يتواصلون بها ، ولا دنيا يتباذلون بها ، يتحابّون بروح اللّه ، يجعل اللّه وجوههم نوراً ، ويجعل /70/ منابر من نور قدّام عرش الرحمن ، يفزع الناس ولا يفزعون ، ويخاف الناس ولا يخافون ۳ .
وفي الحديث القدسيّه المعراجيّة : يا أحمد ، إنّ ۴ المحبّة للّه هي المحبّة للفقراء والتقرّب إليهم .
قال : يا رب ، ومن الفقراء ؟
قال : الذين رضوا بالقليل ، وصبروا على الجوع ، وشكروا على الرخاء ، ولم يشكوا

1.سورة يونس ، الآية ۶۲ .

2.التحصين في صفات العارفين ، ص۲۳ ـ ۲۶ ، ح۴۰ .

3.مستدرك الوسائل ، ج۱۲ ، ص۲۲۴ عن لب اللباب للراوندي ؛ الدر المنثور ، ج۲ ، ص۳۳۶ .

4.الف و ب : ـ إنّ .

صفحه از 287