زبور العارفين - صفحه 177

جوعهم ولا ضمأهم ، ولم يكذبوا بألسنتهم ، ولم يغضبوا على ربّهم ، ولم يغتمّوا على ما فاتهم ، ولم ۱ يفرحوا بما آتاهم .
يا أحمد ، محبّتي محبّة الفقراء ۲ ، فادْنُ الفقراء وقرّبْ مجلسهم منك [ أدنك ] ، وبعّد الأغنياء وبعّد مجلسهم منك ؛ فإنّ الفقراء أحبّائي ۳ .
يا أحمد ، إنّ أهل الآخرة لا يهنأهم الطّعام منذ عرفوا ربّهم ، ولا تشغلهم مصيبة منذ عرفوا سيّئاتهم ، يبكون على خطاياهم ويتعبون أنفسهم ولا يريحونها ، وإنّ راحة أهل الآخرة في الموت ، والآخرة مستراحة العابدين ، مونسهم دموعهم الّتي تفيض على خدودهم ، وجلوسهم مع الملائكة الذين يمشون ۴ عن أيمانهم و[ عن ]وشمائلهم ، ومناجاتهم مع الجليل الذي فوق عرشه . إنّ أهل الآخرة قلوبهم في أجوافهم قد قرحت ، يقولون : متى نستريح من دار الفنا إلى دار البقاء ۵ .
قال : يا أحمد ، وجوه الزاهدين مصفرّة من تعب اللّيل وصوم النّهار ، وألسنتهم كلال إلاّ من ذكر اللّه تعالى ، قلوبهم في صدورهم مطعونة من كثرة ما يخالفون أهواءهم ، قد ضمّروا أنفسهم من كثرة صمتهم ، قد أعطوا المجهود من أنفسهم لا من خوف نار ولا من شوق جنّة ، لكن ينظرون في ملكوت السماوات والأرض [ فيعلمون أنّ اللّه سبحانه وتعالى أهل للعبادة ] كما ۶ ينظرون إلى من فوقها ۷ .
سئل [ النبي ] صلى الله عليه و آله عن أولياء اللّه ؟ قال : الذين إذا رُؤوا ذُكِرَ اللّه ۸ .
وعنه ـ صلوات عليه وعلى آله ـ قال : قال اللّه تعالى : إذا علمتُ أنّ الغالب على عبدي الاشتغال بي ، /71/ نقلت شهوته في مسألتي ومناجاتي ، فإذا كان عبدي كذلك فأراد أن يسهو حُلت

1.الف و ب : ولا .

2.المصدر : للفقراء .

3.إرشاد القلوب ، ج۱ ، ص۳۷۵ ؛ بحار الأنوار ، ج۷۴ ، ص۲۳ ؛ كلمة اللّه ، ص۳۶۶ .

4.المصدر : ـ يمشون .

5.بحار الأنوار ، ج۷۴ ، ص۲۵ ؛ كلمة اللّه ، ص۳۷۰ ؛ ولم يرد في الإرشاد المطبوع .

6.المصدر : كأنّما .

7.إرشاد القلوب ، ج۱ ، ص۳۷۷ ؛ بحار الأنوار ، ج۷۴ ، ص۲۶ ؛ كلمة اللّه ، ص۳۷۱ ـ ۳۷۲ .

8.التحصين في صفات العارفين ، ص۲۶ ، ح۴۱ .

صفحه از 287