زبور العارفين - صفحه 179

الزبور الرابع

في المواعظ والحكم الهادية إلى طريق الحقّ واليقين والموصلة إلى الفناء والوَلَه في إله الأوّلين والآخرين

۰.منها في التفكّر۱، قال اللّه تعالى :« أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا في أَنْفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللّهُ السَّمَاواتِ والأرضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إلاّ بِالْحَقِّ »۲ .

۰.وقال أميرالمؤمنين عليه السلام :الفكر مرآة صافية ، والاعتبار مسدّد ناصح ۳ .
واعلم أنّ التفكر هو الأصل والمبدأ لكلّ خير ، وكمال كسبيّ لمن كان طينة نفسه طيّبة ؛ لأنّه لا يبلغ الإنسان إلى خير وكمال كسبيّ ولا يبعد من أضداده إلاّ بالتفكّر ، كما ورد في الوحي القديم : من لم يتفكّر في كلّ شيء خفي عليه كلّ شيء ، ومن لم يعرف معدن الشرّ لم يقدر على نجاة منه ، ومن لم يعرف نفسه ما دامت في جسده فلا سبيل له إلى معرفتها بعد مفارقتها جسده ۴ .
ويؤيّده قوله تعالى : « وَمَنْ كَانَ فِي هذِهِ أَعْمى فَهُوَ فِي الآخرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلا »۵ .
وهو ينقسم على ثلاثة أقسام : قسم في معرفة طبيعة الأشياء الكائنة والفاسدة وصفاتها ، ولوازمها الذاتيّة لها من همومها وآلامها وطفسها ووسخها وريمها وقيحها ونتنها وهونها وحقارتها وفسادها وفنائها ، باستقراء /72/ أشخاصها الكائنة والفاسدة . وهي التي إذا تذكّرت هي ونتائجها بعد الذهول منها ۶ تسمّى ذكرا للموت ولسائر

1.الف : النظر .

2.سورة الروم ، الآية ۸ .

3.بحار الأنوار ، ج۶۸ ، ص۳۲۸ / ضمن الحديث ۲۵ عن نهج البلاغة وفيه «منذر» بدل مسدّد .

4.لم يوجد في المصادر .

5.سورة الإسراء ، الآية ۷۲ .

6.ب : ـ منها . الف : فيها .

صفحه از 287