زبور العارفين - صفحه 183

ونعيم ، رزقني اللّه وإيّاكم يا معشر ۱ إخواني المؤمنين .
ومن هذا يظهر أنّ كلَّ شوقٍ ومحبّة كانت علّة لتطهير ، وكلُّ تطهّر كان علّة لتحلية ، وكلّ تحلية كانت علّة لشوق ومحبّة آخر ؛ لأنّ النفس إذا قويت بشوق مّا تطهّرت ۲ من طفس مّا ، وإذا طهّرت من طفس مّا تحلّت بنورٍ مّا ، وإذا تحلّت بنور مّا قويت قوّتا الشوقيّة والغضبيّة على تطهر ۳ آخر كما قلنا ، فالشوق علّة لتطهّر ، والتطهير علّة لتحلية ، والتحلية علّة لشوق آخر ، وهكذا حتّى ينتهي إلى التحلية التي ليس فوقها تحلية في استعداد /76/ النفس الناطقة الإنسانيّة .

۰.وإلى هذا أشار النبي صلى الله عليه و آله بقوله :من تقرّب إلى اللّه شبراً تقرّب إليه ذراعاً ، ومن تقرّب إلى اللّه ذراعاً تقرّب إليه باعاً ، ومن أقبل إلى اللّه ماشياً أقبل اللّه إليه مُهَرولاً ۴ .

۰.وإذا علمت هذا ـ يا أخي ـ فاذكر اللّه وصفاته وآلاءه وأوامره ونواهيه ذكراً كثيراً دائماً ، واطمئنّ به كما اطمأنّ الطفل الرضيع باُمّه ، واذكر قول ربك البرّ الشفيق إذ قال عزّ من قائل :« الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ »۵ . وقوله العزيز : « فَاذْكُرُوني أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونَ »۶ . وقوله الكريم : « وَاذْكُرُوا اللّهَ كَثِيرا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ »۷ .

0.واذكر قول سيّدك الصادق عليه السلام إذ قال :ما من شيء إلاّ وله حدّ ينتهي إليه ، فرض اللّه تعالى الفرائض فمن أدّاهنّ فهو حدّهنّ . وشهر رمضان فمن صامه فهو حدُّه ، والحجّ فمن حجّ فهو حدّه ، إلاّ الذكر فإنّ اللّه تعالى لم يرض منه بالقليل ، ولم يجعل له حدّاً ينتهي إليه . ثمّ تلا : « يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا

1.ب : معاشر .

2.ب : طهرت .

3.الف : التطهير .

4.بحار الأنوار ، ج۳ ، ص۳۱۳ ، وج۸۴ ، ص۱۹۰ .

5.سورة الرعد ، الآية ۲۸ .

6.سورة البقرة ، الآية ۱۵۲ .

7.سورة الأنفال ، الآية ۴۵ .

صفحه از 287