زبور العارفين - صفحه 190

شوقه ويترقّب دخوله ، ويقول لبلال مؤذنه : أرحنا يا بلال ۱ . أشار بذلك إلى أنّه في تعب شديد من عدم اشتغاله بوظائف الصلاة ، وإن كان سرّه لا يخلو من ضروب المناجاة إلاّ أنّ قرّة عينه في الصلاة ۲ كما قاله ، عليه أفضل الصلوات والتحيّات .

۰.وروي عن بعض أزواجه أنّه قالت :كان رسول اللّه صلى الله عليه و آله يحدّثنا ونحدّثه ، فإذا حضرته الصلاة فكأنّه لم يعرفنا ولم نعرفه ۳ شغلاً باللّه عن كلّ شيء .
ثمّ تستشعر بعد هذه البهجة خشية اللّه في الوقوف بين يديه ونحن مطْلخٌّ بقذرات البدنيّة وملوّثٌ بنجاسات التعلّقات الدنيويّة ؛ فإنّ استشعار الخوف شعار العالِمين ، كما أنّ الغفلة عن ذلك علامة الجاهلين .

۰.ولقد روي أنّ سيّدنا ومولانا أميرالمؤمنين عليه السلامإذا حضره وقت الصلاة يتململ ويتزلزل ، فيقال له :مالك يا أميرالمؤمنين ؟ فيقول : جاء وقت أمانة عرضها اللّه تعالى على السماوات والأرض فأبين أن يحملنها وأشفقن منها ۴ .

۰.وكان علي بن الحسين عليهماالسلام إذا حضر للوضوء اصفرّ لونه ، فيقال له :ما هذا الّذي يعتادك عند الوضوء ؟ فيقول : ما تدرون بين يدي من أقوم ۵ ؟
وكلّ ذلك إشارة إلى استحضار عظمة اللّه والالتفات إليه حال العبادة والانقطاع عن غيره .
وكذلك إذا قرأنا الأذان والإقامة وتكلّمنا بكلمة الشهادتين فلنتصوّر أنّا محتضر ونسلّم روحنا إلى محبوبنا ؛ كما أمرنا نبيّنا صلى الله عليه و آله : صلّوا صلاة /83/ المودّع ۶ وإذا كبّرنا

1.بحار الأنوار ، ج۷۹ ، ص۱۹۳ ، س۷ ، وج۸۰ ، ص۱۶ ، س۲۰ .

2.المصدر السابق .

3.بحار الأنوار ، ج۷۰ ، ص۴۰۰ ؛ وج۸۱ ، ص۲۵۸ ، عن عدّة الداعي ، ص۱۳۹ .

4.بحار الأنوار ، ج۸۱ ، ص۲۴۸ ، عن كتاب اللؤلؤيات .

5.بحار الأنوار ، ج۷۷ ، ص۳۴۷ ، ح۳۳ عن أسرار الصلاة للشهيد .

6.بحار الأنوار ، ج۷۵ ، ص۱۵۹ عن عليّ بن الحسين عليه السلام : «... إذا صلّيت صلِّ صلاة مودّع» ؛ سنن ابن ماجة ، ح۴۱۷۱ ؛ المحجّة البيضاء ، ج۶ ، ص۵۲ .

صفحه از 287