زبور العارفين - صفحه 235

فحينئذٍ يقول : هذا خالص لي فيقبله بكرمه ۱ .

۰.وقال الصادق عليه السلام :ما أنعم اللّه عز و جل على عبد أجلّ من أن لا يكون في قلبه مع اللّه عز و جلغيره ۲ .

۰.وقال [ النبي صلى الله عليه و آله وسلم ] :إنّ لكلّ حقّ حقيقة ، وما بلغ عبد حقيقة الإخلاص حتّى لا يحبّ أن يُحمد على شيء من عملٍ للّه ۳ . ۴

۰.عن سعيد بن جبير قال :جاء رجل إلى النبيّ صلى الله عليه و آلهفقال : إنّي أتصدّق وأصل الرحم ولا أصنع ذلك إلاّ للّه ، فيُذكر [ ذاك ] منّي واُحمد عليه ، فيسرّني ذلك واُعجب به ، فسكت رسول اللّه صلى الله عليه و آلهولم يقل شيئاً ، فنزل قوله تعالى : « قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلهُكُمْ إِلهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً »۵ .
أقول : هذان الحديثان الأخيران أوّلهما صريح على أنّ الإخلاص الخالص هو أن لا يحبّ أن يحمد على شيء من عمل اللّه ، وثانيهما كالصّريح .

۰.ولقد جاء في الكافي حديث يناقضهما بحسب الظاهر وهو هذا :روى زرارة عن أبي جعفر عليه السلاموقال : سألته عن الرجل يعمل الشيء من الخير فيراه إنسان فيسرّه ذلك ؟
فقال : لا بأس ، ما من أحد إلاّ وهو يحبّ أن يُظهِر اللّه له في الناس الخير إذا لم يكن صنع ذلك لذلك ۶ .

وأنا أجمعهما إن شاء اللّه /122/ على حسب المعنيين المحتملين فأقول : السرور بظهور العبادة وحبّ الحمد عليها ينقسم على قسمين :
الأوّل : أنّ شوق الرجل ومراده يتعيّن بمراد نفسه ، فيريد بتّة أنّ عبادته يظهر عند

1.بحار الأنوار، ج۶۷، ص۹۸ ، و۲۱۱ ح۳۳ ، عن تفسير الإمام العسكري عليه السلام .

2.بحار الأنوار، ج۷۰، ص۲۱۱ .

3.الف و ب : اللّه .

4.بحار الأنوار، ج۶۹، ص۳۰۴، ح۵۱ ، عن عدّة الداعي .

5.بحار الأنوار، ج۶۹، ص۲۸۲ ، وج۶۷، ص۲۲۱ ، عن مجمع البيان، ج۶، ص۴۹۸ .

6.الكافي، ج۲، ص۲۹۷ ، ح۱۸ ، عنه بحار الأنوار، ج۶۹، ص۲۹۴ ، ح۱۸ .

صفحه از 287