لي أمران كلاهما طاعةٌ للّه إلاّ أخذت بأشدّهما على بدني .
فقال الشابّ : سوأةً ۱ لكم ، عمدتم ۲ إلى نبيّ اللّه فعيّرتموه حتّى أظهر من عبادة ربّه ما كان يسترهما .
فقال أيوب : يا ربّ ، لو جلست مجلس الحكم منك لأدليت بحجّتي .
فبعث اللّه إليه غمامة فقال : أدلّ /126/ بحجّتك فقد أقعدتُك ۳ مقعد الحكم ، وها أنا ذا قريب ولم أزل .
فقال : يا ربّ ، إنّك لتعلم أنّه لم يَعرض لي أمران قط كلاهما لك طاعة إلاّ أخذت بأشدّهما على نفسي ، ألم أحمدك ؟ ألم أشكرك ؟ ألم اُسبّحك ؟
قال : فنودي من الغمام بعشرة ألف لسان : يا أيّوب ، من صيّرك تعبد اللّه والنّاس عنه غافلون ، وتحمده وتسبّحه وتكبّره والنّاس عنه غافلون ؟! أتمنّ على اللّه بما للّه فيه المنُّ عليك ؟!
قال : فأخذ [ أيوب ] التراب فوضعه في فيه ثمّ قال : لك العتبى يا رب ، أنت فعلت ذلك بي .
فأنزل اللّه عليه ملكاً ، فركض برجله فخرج الماء فغسله بذلك الماء ، فعاد أحسن ما كان وأطرأ ، وأنبت اللّه له خضراً وردّ عليه أهله وماله وولده وزرعه ۴ .
۰.روى الشيخ الصدوق في أماليه عن مالك بن أنس۵قال :كان الصادق عليه السلام من عظماء العبّاد وكبار ۶ الزهاد الذين يخشون اللّه عز و جل ، وكان كثير الحديث ، طيّب المجالسة ، كثير الفوائد . وكان إذا قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، اخضرّ مرّة واصفرّ اُخرى حتّى
1.الف وب : شوها .
2.الف وب : عبرتم .
3.الف وب : اُقعدك .
4.تفسير القمّي، ج۲، ص۲۱۱ ، ذيل الآية : « وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ ... » من سورة «ص» ؛ عنه بحار الأنوار، ج۱۲، ص۳۴۳ .
5.الف وب : ابن عامر (بدل : مالك بن أنس) .
6.المصدر : أكابر .