زبور العارفين - صفحه 242

قال : نعم ، ثمّ بكا بكاءً طويلاً ثمّ قال : واشوقاه إلى رسول اللّه صلى الله عليه و آله وإلى لقائه ! ثمّ قال : حدّثني رسول اللّه صلى الله عليه و آله وأنا رديفه ، فقال : بينا نحن نسير إذ رفع بصره إلى السّماء فقال : الحمد للّه الذي يقضي في خلقه ما أحبّ . ثمّ قال : يا معاذ .
قلت : لبّيك يا رسول اللّه ، إمام الخير ونبيّ الرحمة .
فقال : اُحدّثك [ شيئا ] ما حدّث نبيّ اُمّته ، إن حفظته نفعك عيشك ، وإن سمعته ولم تحفظه انقطعت حجّتك عند اللّه . ثمّ قال : إنّ اللّه خلق سبعة /128/ أملاك قبل أن يخلق السماوات ، فجعل في كلّ سماء ملكاً قد جلّلها بعظمته ، وجعل على كلّ باب من أبواب السماوات ملكاً بوّاباً ، فتكتب ۱ الحفظة عمل العبد من حيث يصبح إلى حين يمسي ، ثمّ ترتفع الحفظة بعمله وله نورٌ كنور الشمس ، حتّى إذا بلغ إلى السماء الدنيا فتزكّيه وتكثّره ، فيقول الملك : قفوا واضربوا بهذا العمل وجه صاحبه ! أنا ملك الغيبة ، فمن اغتاب لا أدع عمله يتجاوزني إلى غيري ، أمرني بذلك ربّي .
قال : ثمّ تجيء الحفظة من الغد ومعهم عملٌ صالح فتمرّ [ به ] فتزكّيه وتكثره حتّى يبلغ السّماء الثانية ، فيقول الملك الذي في السماء الثانية : قفوا واضربوا بهذا العمل وجه صاحبه ، إنّما أراد بهذا غرض الدنيا ، أنا ملكٌ صاحب الدنيا لا أدع عمله يتجاوزني إلى غيري .
قال : ثمّ تصعد الحفظة بعمل العبد مبتهجاً بصدقة وصلاة فيعجب به الحفظة وتجاوزه إلى السماء الثالثة ، فيقول الملك : قفوا واضربوا بهذا العمل وجه صاحبه وظهره ، أنا ملك صاحب الكبر ، فيقول : إنّه عمل وتكبّر [ فيه ] على الناس في مجالسهم ، أمرني ربّي أن لا أدع عمله يتجاوزني إلى غيري .
قال : وتصعد الحفظة بعمل العبد يزهر كالكوكب الدرّي في السّماء وله دويٌّ بالتسبيح والصّوم والحجّ ، فتمرّ به إلى السماء الرابعة فيقول الملك : قفوا واضربوا بهذا العمل وجه صاحبه وبطنه ، أنا ملك العجب إنّه كان يعجب بنفسه ، وإنّه عمل وأدخل نفسه العجب ، أمرني ربّي أن لا أدع عمله يتجاوزني إلى غيري .

1.الف وب : فكتب .

صفحه از 287