زبور العارفين - صفحه 244

الملائكة : عليه لعنتك ولعنتنا .
قال : ثمّ بكا معاذ بكاءً شديداً ثمّ قال : قلت : يا رسول اللّه ، ما أعمل ما أخلص فيه ؟
قال : اقتد بنبيّك ۱ ـ يا معاذ ـ في اليقين .
قال : قلت : أنت رسول اللّه وأنا معاذ !
قال : وإن كان في عملك تقصير يا معاذ فاقطع لسانك عن /130/ إخوانك و[ عن ]حملة القرآن خاصّة ، ولتكن ۲ ذنوبك عليك لا تحملها على إخوانك ، ولا تزكّ نفسك بتذميم إخوانك ، ولا ترفع نفسك بوضع إخوانك ، ولا تراء بعملك ، ولا تُدخل من الدنيا في الآخرة ، ولا تفحش في مجلسك لكي يحذروك بسوءِ خلقك ، ولا تُناج مع رجل وأنت مع آخر ، ولا تتعظّم على الناس فيقطع ۳ عنك خيرات الدنيا والآخرة ، ولا تمزق الناس بلسانك فتمزقك كلاب أهل النار ، قال اللّه تعالى : « وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطَاً »۴ ، أفتدري ما النّاشطات ؟ هي كلاب أهل النار تنشط اللحم والعظم .
قلت : ومن يطيق هذه الخصال ؟
قال : يا معاذ ، أما إنّه يسير على من يسّره اللّه عليه ۵ .
قال : وما رأيت معاذاً ۶ يكثر تلاوة القرآن كما يكثر تلاوة هذا الحديث ۷ .
وحكي أنّ صبيحة ليلة المعراج جاء إبليس اللعين على هيئة شيخ متردّياً بيده

1.في حاشية ب : قال : قلت : كيف النجاة ممّا ذكرت يا رسول اللّه ؟ قال : اقتد بنبيّك .

2.الف وب : ولكن .

3.المصدر : فينقطع .

4.سورة النازعات، الآية ۲ .

5.وفي حاشية ب : نسخه : إنما يكفيك من ذلك أن تحبّ للناس ما تحبّ لنفسك ، فإذن أنت قد سلمت .

6.الف وب : معاذ .

7.بحار الأنوار، ج۸۱ ، ص۳۵۲ ـ ۳۵۴ عن عدّة الداعي، ج۲۲۷ ـ ۲۳۰ وفلاح السائل ، ص۱۲۴ .

صفحه از 287