زبور العارفين - صفحه 256

۰.عن أبي الصباح قال :/140/ قلت لأبي عبداللّه عليه السلام : ما أصاب المؤمن من بلاء أفبذنبٍ ؟
قال : لا ، ولكن ليسمع اللّه أنينه وشكواه ودعاءه ليكتب له الحسنات ويحطّ عنه السيّئات ، وإنّ اللّه ليعتذر إلى عبده المؤمن كما يعتذر الأخ إلى أخيه فيقول : لا وعزّتي وجلالي ما أفقرتك لهوانك علَيّ ، فارفع هذا الغطاء ، فيكشف فينظر في عوضه فيقول : ما ـ ضرّني يا ربّ ـ ما زويت عنّي ، وما أحبّ اللّه قوماً إلاّ ابتلاهم ، وإنّ عظيم الأجر لمع عظيم البلاء ۱ .

۰.وقال النبي صلى الله عليه و آله :لَيُكتب للعبد الدرجة العليّة في الجنّة فلا يبلغها عمله ، فلا يزال يتعهّدُ بالبلاء حتّى يبلغها ۲ .

۰.عن أبي جعفر عليه السلام قال :قال اللّه تعالى : وعزّتي وجلالي لا اُخرج عبداً لي من الدنيا اُريد رحمته إلاّ استوفيت كلّ سيّئة هي له : إمّا بتضيّق في رزقه ، أو ببلاء في جسده ، [ و ]إمّا بخوف اُدخله عليه ، فإن بقي عليه شيء شدّدت عليه الموت . قال : وقال اللّه عز و جل : لا اُخرج عبداً لي من الدنيا اُريد عذابه إلاّ استوفيت كلّ حسنة له : إمّا بالسعة في رزقه ، أو بالصحّة في جسده ، وإمّا بأمنٍ اُدخله عليه ، فإنْ بقي شيء هوّنت عليه الموت ۳ .

۰.وعنه۴عليه السلام قال :مرّ نبيّ من أنبياء بني إسرائيل برجل بعضه تحت حائطٍ وبعضه خارجٌ منه قد نقبته الطير ومزّقته الكلاب ، ثمّ مضى فوقعت له مدينة فدخلها فإذا هو عظيم من عظمائها ميّت على سرير مسجّى بالديباج حوله المجامر ، فقال : يا ربّ ، أشهد أنّك حكم عدل لا تجور ، هذا عبدك لا يشرك بك طرفة عين أمَتَّهُ بتلك الميتة ، وهذا عبدك لم يؤمن بك طرفة عين أَمَتَّهُ بهذه الميتة ؟!
قال اللّه عز و جل : [ عبدي ] ، أنا كما قلت حكم عدل لا أجور ، ذلك عبدي كانت له عندي سيّئة وذنبٌ فأمَتُّهُ بتلك الميتة لكي يلقاني ولم يبق عليه شيء ، وهذا عبدي كانت له عندي حسنة فأمَتَّهُ بهذه

1.بحار الأنوار، ج۷۸، ص۱۹۳ ، عن العدّة .

2.مشكاة الأنوار ، ص۵۱۷ مع اختلاف .

3.كلمة اللّه ، ج۷۰ ، ص۷۱ عن الكافي باختلاف .

4.ب : عن أبي جعفر .

صفحه از 287