زبور العارفين - صفحه 267

حتّى يصبح فيقوم وهو ماقتٌ لنفسه زارئ عليها ، ولو اُخلّي بينه وبين ما اُريد ۱ من عبادتي لدخله العجب من ذلك ، فيصيّره العجب إلى الفتنة بأعماله ، فيأتيه من ذلك ما فيه هلاكه بعجبه بأعماله ورضاه عن نفسه ، حتّى يظنّ أنّه قد فاق العابدين وجاز في عبادته حدّ التقصير ، فيتباعد منّي عند ذلك وهو يظنّ أنّه يتقرّب إليّ ، فلا يتّكل العاملون على أعمالهم التي يعملولها لثوابي ؛ فإنّهم لو اجتهدوا وأتعبوا أنفسهم [ وأفنوا ] أعمارهم في عبادتي كانوا مقصّرين غير بالغين في عبادتهم كنه عبادتي في ما يطلبون عندي من كرامتي والنّعيم في جنّاتي ورفيع درجاتي ۲ العلى في جواري ، ولكن فبرحمتي فليثقوا ، وبفضلي فليفرحوا ، وإلى /150/ حسن الظنّ بي فليطمئنّوا ؛ فإنّ رحمتي عند ذلك تداركهم ، ومنّي يبلغهم رضواني ، ومغفرتي تلبسهم عفوي ؛ فإنّي أنا اللّه الرحمن الرحيم ، وبذلك تسمّيت ۳ .

۰.وعنه عليه السلام قال :أيّما عبد أقبل قِبل ما يحبّ اللّه عز و جل أقبل اللّه قبل ما يحبّ ، ومن اعتصم باللّه عصمه اللّه ، ومن أقبل اللّه قِبله وعصمه لم يبال لو سقطت السّماء على الأرض أو كانت نازلة نزلت على أهل الأرض فشملتهم بليّة ، كان في حزب اللّه بالتقوى من كلّ بليّة ؛ أليس اللّه تعالى يقول : « إنَّ المُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ »۴ .

۰.عن الصادق عليه السلام قال :لقي الحسن بن علي عليهماالسلام عبداللّه بن جعفر ، قال : يا عبداللّه ، كيف يكون المؤمن مؤمناً وهو يسخط قسمه ويحقّر منزلته والحاكم عليه اللّه ! وأنا الضامن لمن لم يهجس في قلبه إلاّ الرضى أن يدعو اللّه فيستجاب له ۵ .

۰.وعنه عليه السلام قال :لم يكن رسول اللّه صلى الله عليه و آله يقول لشيء قد مضى : لو كان غيره ۶ .

1.المصدر : يريد .

2.الف وب : درجات .

3.بحار الأنوار، ج۶۹، ص۳۲۸، ح۱۲ ؛ الكافي، ج۲، ص۶۰، ح۴ .

4.الكافي، ج۲، ص۶۵، ح۴ ؛ سورة الدخان، الآية ۵۱ .

5.الكافي، ج۲، ص۶۲، ح۱۱ .

6.الكافي، ج۲، ص۶۳ ، ح۱۳ .

صفحه از 287