زبور العارفين - صفحه 284

واهتزازاً شديداً ، أم لا ؟ فإن تأثّرت ۱ بلطف اللّه وفضله فاشكروا اللّه ۲ واسجدوه متعفّراً ومتواضعاً ومنكسراً ومتذلّلاً لتجعلوا ذلك فضلاً وعناية محضة لكم ، فتنجوا من مهاوي الكبر والعجب ، ويستحقّوا بذلك لتضاعيف الفضل والنعمة من اللّه تعالى ، ثمّ تداوموا وتواظبوا على قراءتها /166/ بألحان حزينة ، كما وصّيناكم من قبل حتّى يقذف اللّه تعالى محبّته في قلوبكم ويشدّدها ويقوّيها يوماً فيوماً ، فبقوّتها وشدّتها يوفّقكم ويعينكم على إعمال ما قرأتم من الكتاب ، ويوصلكم إلى أعلى مطالبكم ومقاصدكم إن شاء اللّه .
واعلموا يقيناً أنّ المداومة على قراءة حِكم اللّه واستماع مواعظه ومواعظ أنبيائه وقراءة مناجاتهم ـ صلوات اللّه عليهم ـ سبب قويّ لشدّة المحبّة الإلهيّة ، وهي سبب قويّ للبغض والتنفّر ۳ عن الدنيا والإعراض عن فضولها وتنعّماتها ولفراغ القلب عن الأماني لها ، ورفُع هذه الموانع علّة معديّة للفكر والتوجّه التام إلى العالم الإلهي ، وهذه علّةٌ لمعرفة اللّه تعالى ولمشاهدة جماله وجمال العالم الإلهي .
ويؤيّد ذلك ما ورد عن مولانا وإمامنا أبي جعفر عليه السلام : أنّ أصحاب محمّد صلى الله عليه و آلهقالوا : يا رسول اللّه ، نخاف علينا النفاق .
قال : فقال لهم : ولم تخافون ذلك ؟
فقالوا : إذا كنّا عندك فذكّرتنا ورغّبتنا وجِلْنا ونسينا الدنيا ، وزهدنا حتّى كأنّا نعاين الآخرة والجنّة والنّار ونحن عندك ، فإذا خرجنا من عندك ودخلنا هذه البيوت وشممنا الأولاد ورأينا العيال والأهل لكاد أن نحوّل من الحال التي كنّا عليها عندك ، و حتّى كأنّا لم نكن على شيء ، أفتخاف علينا النفاق؟ وإنّ ذلك نفاق ؟
فقال لهم رسول اللّه صلى الله عليه و آله : [ كلاّ ] إنّ هذه خطوات الشيطان فيرغّبكم في الدنيا ، واللّه لو

1.الف : أثرت .

2.ب : للّه .

3.الف : للتنفر .

صفحه از 287