زبور العارفين - صفحه 285

تدومون على الحال التي وصفتم أنفسكم لصافحتْكم الملائكة ومشيتم على الماء ، ولولا أنّكم تذنبون فتستغفرون اللّه تعالى لأتى اللّه بخلق يذنبون فيستغفرون فيغفر لهم . إن المؤمن مفتنٌّ توّاب ؛ أما سمعت قول اللّه تعالى : « إنَّ اللّهَ /۱۶۷/ يُحِبُّ التوّابِينَ وَيُحِبُّ المُتَطَهِّرينَ »۱ . وقال : « اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إلَيْهِ »۲۳ انتهى ۴ الحديث .
وإن لم تتأثّر قلوبكم ـ أعاذنا اللّه وإيّاكم ـ فاعلموا يقيناً أنّ زمهريراً هوّنه ۵ اللذات الدنيويّة ، وأماني تنعّماتها الموهوميّة سرَت في عروق أنفسكم سراية شديدة ، وجعلت حاسّة عقولكم خدرة جامدة حتّى لم تدركوا حلاوة هذه الكلمات التي كانت حقيقة سكرة روحانية ، ورزقة ۶ حسنة للأرواح النورانيّة ؛ كما لا يدرك المريض طعم الحلو لتحذر الذائقة لنزول المواد المخدرة عليها ، فاجتهدوا ۷ حينئذٍ في البصبصة والتضرّع والابتهال إلى اللّه الكريم الرّحيم بالزفرة والبكاء والأنين ليرحمكم اللّه تعالى ويقوّيكم على الرياضة ، فتروّضوا أنفسكم أوّلاً بعون اللّه تعالى وقوّته بتقليل الطعام يسيراً يسيراً على قدر ما يحفظ به اعتدال المزاج حتّى صار تقليل الأكل عادة وطبيعة لكم ، ثمّ بالاعتزال ۸ عن المكبين على الدنيا والغافلين عن الآخرة ؛ لأنّ هذين كانا أسهل الرّياضات ومبدءا لجميع الرّياضات ، وذلك أنّ مِن تقليل الطعام ضعف مدد الداخلي للقوّة الشهوية البهميّة التي يلزمها الهواء والهوس إلى المشتهيات البهميّة ،

1.سورة البقرة ، الآية ۲۲۲ .

2.سورة هود، الآية ۳ و ۹۰ .

3.بحار الأنوار، ج۶، ص۴۲۰، ح۷۸ عن الكافي، ج۲، ص۴۲۴ باب في تنقّل أحوال القلب ، ح۱ ؛ وبحار الأنوار، ج۶۷، ص۵۶ ، ح۲۸ . عن تفسير العيّاشي، ج۱، ص۱۰۹ .

4.ب : ـ انتهى .

5.ب : أهويه .

6.الف وب : رزقه .

7.الف . بنزول المواد الخدرة عليها ، فاجتهد .

8.الف وب : بالاعتراض .

صفحه از 287