زبور العارفين - صفحه 286

فضعفت الشهوية ولوازمها ؛ ومن الاعتزال ضعف مدد الخارجي للقوّة (الشهويّة البهميّة والغضبيّة السبعيّة ولوازمها جميعاً ، فضعفت القوّة الشهويّة والغضبيّة جميعاً) ۱ ، وبضعفهما تضعف المحبّة للدنيا ولذّاتها . فلمّا فعلتم ذلك وأضعفهم المحبّة الدنياوية فجالسوا مع أهل الآخرة واسمعوا المواعظ والحكم منهم .
واقرؤوا هذا الكتاب مرّة ثانية ؛ لعلّ اللّه يرحمكم ويقذف في قلوبكم حلاوة ذكره /168/ ولذاذة محبّته إن شاء اللّه ، ولا تيأسوا من روح اللّه ، ولا تقنطوا من رحمته في كلّ حال أبداً ؛ لأنّه لا ييأس من روح اللّه إلاّ القوم الكافرون الذين كانوا طينتهم وجبلّتهم عاتبة طاغية ۲ ، فاليأس من اللّه الحليم الرّحيم علامة الشقاوة الجبليّة ، كما كان الرجاء من اللّه العزيز الكريم وحسن الظنّ به ۳ علامة السّعادة والطهارة الجبليّة .
هذا آخر كتابي وآخر كلامي ونصيحة لي ۴ ولكم ، وفّقني اللّه تعالى وإيّاكم على ما يحبّه ويرضاه ، ورزقني اللّه وإيّاكم ملازمة مولاي ومولاكم محمّد وعلي وآلهما المعصومين عليهم السلام في أعلى علّيّين بحقّ جاه محمّد وآله الطاهرين . والحمد للّه ربّ العالمين ، وصلّى اللّه على محمّد وآله أجمعين .

1.ما بين المعقوفين هكذا في ب : الشهوية والغضبية جميعا .

2.الف : ـ طاغية .

3.ب : ـ وحسن الظن به .

4.ب : ـ ونصيحة .

صفحه از 287