در پرتو کلام حسینی (حکمت‌های اعتقادی 1) - صفحه 4

1 / 4

الدَّليلُ عَلى مَعرِفَةِ اللّه ِ

۳۶.التوحيد عن زياد بن المنذر عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر عن أبيه عن جدّه عليهم السلام: إنَّ رَجُلاً قامَ إلى أميرِالمُؤمِنينَ عليه السلام فَقالَ : يا أميرَالمُؤمِنينَ ، بِماذا عَرَفتَ رَبَّكَ ؟
قالَ : بِفَسخِ العَزمِ ، ونَقضِ الهَمِّ ؛ لَمّا هَمَمتُ فَحيلَ بَيني وبَينَ هَمّي ، وعَزَمتُ فَخالَفَ القَضاءُ عَزمي ، عَلِمتُ أنَّ المُدَبِّرَ غَيري .
قالَ : فَبِماذا شَكَرتَ نَعماءَهُ ؟
قالَ : نَظَرتُ إلى بَلاءٍ قَد صَرَفَهُ عَنّي وأبلى بِهِ غَيري ، فَعَلِمتُ أنَّهُ قَد أنعَمَ عَلَيَّ فَشَكَرتُهُ .
قالَ : فَلِماذا أحبَبتَ لِقاءَهُ ؟
قالَ : لَمّا رَأَيتُهُ قَدِ اختارَ لي دينَ مَلائِكَتِهِ ورُسُلِهِ وأنبِيائِهِ ، عَلِمتُ أنَّ الَّذي أكرَمَني بِهذا لَيسَ يَنساني ، فَأَحبَبتُ لِقاءَهُ . ۱

۳۷.التوحيد عن محمّد بن زياد ومحمّد بن سيّار عن الحسن بن عليّ [العسكريّ] عليه السلام :قامَ رَجُلٌ إلى عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ عليه السلام فَقالَ : أخبِرني عَن مَعنى «بِسمِ اللّهِ الرَّحمـنِ الرَّحيمِ» .
فَقالَ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه السلام : حَدَّثَني أبي عَن أخيهِ الحَسَنِ عَن أبيهِ أميرِالمُؤمِنينَ عليه السلام : أنَّ رَجُلاً قامَ إلَيهِ فَقالَ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، أخبِرني عَن «بِسمِ اللّهِ الرَّحمـنِ الرَّحيمِ» ما مَعناهُ ؟ فَقالَ : إنَّ قَولَكَ : «اَللّه ُ» أعظَمُ اسمٍ مِن أسماءِ اللّه ِ عز و جل ، وهُوَ الاِسمُ الَّذي لا يَنبَغي أن يُسَمّى بِهِ غَيرُ اللّه ِ ، ولَم يَتَسَمَّ بِهِ مَخلوقٌ .
فَقالَ الرَّجُلُ : فَما تَفسيرُ قَولِهِ : «اَللّه ُ» ؟
قالَ : هُوَ الَّذي يَتَأَلَّهُ إلَيهِ عِندَ الحَوائِجِ وَالشَّدائِدِ كُلُّ مَخلوقٍ عِندَ انقِطاعِ الرَّجاءِ مِن جَميعِ مَن هُوَ دونَهُ ، وتَقَطُّعِ الأَسبابِ مِن كُلِّ مَن سِواهُ ، وذلِكَ أنَّ كُلَّ مُتَرَئِّسٍ في هذِهِ الدُّنيا ومُتَعَظِّمٍ فيها وإِن عَظُمَ غَناؤُهُ وطُغيانُهُ وكَثُرَت حَوائِجُ مَن دَونَهُ إلَيهِ ؛ فَإِنَّهُم سَيَحتاجونَ حَوائِجَ لا يَقدِرُ عَلَيها هذَا المُتَعاظِمُ ، وكَذلِكَ هذَا المُتَعاظِمُ يَحتاجُ حَوائِجَ لا يَقدِرُ عَلَيها ، فَيَنقَطِعُ إِلَى اللّه ِ عِندَ ضَرورَتِهِ وفاقَتِهِ ، حَتّى إذا كَفى هَمَّهُ عادَ إلى شِركِهِ ، أما تَسمَعُ اللّه َ عز و جل يقول : «قُلْ أَرَءَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِن كُنتُمْ صَـدِقِينَ * بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِن شَآءَ وَتَنسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ» . ۲
فَقالَ اللّه ُ عز و جل لِعِبادِهِ : أيُّهَا الفُقَراءُ إلى رَحمَتي ، إنّي قَد ألزَمتُكُمُ الحاجَةَ إلَيَّ في كُلِّ حالٍ ، وذِلَّةَ العُبودِيَّةِ في كُلِّ وَقتٍ ، فَإِلَيَّ فَافزَعوا في كُلِّ أمرٍ تَأخُذونَ فيهِ ، وتَرجونَ تَمامَهُ وبُلوغَ غايَتِهِ ؛ فَإِنّي إن أرَدتُ أن اُعطِيَكُم لَم يَقدِر غَيري عَلى مَنعِكُم ، وإن أرَدتُ أن أمنَعَكُم لَم يَقدِر غَيري عَلى إعطائِكُم ؛ فَأَنَا أحَقُّ مَن سُئِلَ ، وأولى مَن تُضُرِّعَ إلَيهِ ، فَقولوا عِندَ افتِتاحِ كُلِّ أمرٍ صَغيرٍ أو عَظيمٍ : «بِسمِ اللّهِ الرَّحمـنِ الرَّحيمِ» أي أستَعينُ عَلى هذَا الأَمرِ بِاللّه ِ الَّذي لا يَحِقُّ العِبادَةُ لِغَيرِهِ ، المُغيثِ إذَا استُغيثَ ، المُجيبِ إذا دُعِيَ ، الرَّحمنِ الَّذي يَرحَمُ بِبَسطِ الرِّزقِ عَلَينَا ، الرَّحيمِ بِنا في أديانِنا ودُنيانا وآخِرَتِنا ، خَفَّفَ عَلَينَا الدّينَ وجَعَلَهُ سَهلاً خَفيفا ، وهُوَ يَرحَمُنا بِتَمَيُّزِنا ۳ مِن أَعدائِهِ .
ثُمَّ قالَ : قالَ رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله : مَن حَزَنَهُ أمرٌ تَعاطاهُ فَقالَ : «بِسمِ اللّهِ الرَّحمـنِ الرَّحيمِ» وهُوَ مُخلِصٌ للّه ِِ يُقبِلُ بِقَلبِهِ إلَيهِ ، لَم يَنفَكَّ مِن إحدَى اثنَتَينِ : إمّا بُلوغِ حاجَتِهِ فِي الدُّنيا ، وإمّا يُعَدُّ لَهُ عِندَ رَبِّهِ ويُدَّخَرُ لَدَيهِ ، وما عِندَ اللّه ِ خَيرٌ وأبقى لِلمُؤمِنينَ . ۴

1.التوحيد : ص ۲۸۸ ح ۶ وراجع : الخصال : ص ۳۳ ح ۱ ومختصر بصائر الدرجات : ص۱۳۱ وروضة الواعظين : ص ۳۸ .

2.الأنعام : ۴۰ و ۴۱ .

3.في بعض النسخ : «بتمييزنا» .

4.التوحيد : ص ۲۳۱ ح ۵ .

صفحه از 27