در پرتو کلام حسینی (حکمت‌های اعتقادی 3) - صفحه 12

۷۵.تاريخ الطبري عن عمر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي :لَمّا قَدِمَت كُتُبُ أهلِ العِراقِ إلَى الحُسَينِ عليه السلام وتَهَيَّأَ لِلمَسيرِ إلَى العِراقِ ، أتَيتُهُ فَدَخَلتُ عَلَيهِ وهُوَ بِ مَكَّةَ ، فَحَمِدتُ اللّه َ وأثنَيتُ عَلَيهِ ، ثُمَّ قُلتُ : أمّا بَعدُ ، فَإِنّي أتَيتُكَ يَابنَ عَمِّ لِحاجَةٍ اُريدُ ذِكرَها لَكَ نَصيحَةً ، فَإِن كُنتَ تَرى أنَّكَ تَستَنصِحُني وإلاّ كَفَفتُ عَمّا اُريدُ أن أقولَ .
فَقالَ : قُل ، فَوَاللّه ِ ما أظُنُّكَ بِسَيِّئِ الرَّأيِ ولا هَوٍ ۱ لِلقَبيحِ مِنَ الأَمرِ وَالفِعلِ .
قالَ : قُلتُ لَهُ : إنَّهُ قَد بَلَغَني أنَّكَ تُريدُ المَسيرَ إلَى العِراقِ ، وإنّي مُشفِقٌ عَلَيكَ مِن مَسيرِكَ ، إنَّكَ تَأتي بَلَدا فيهِ عُمّالُهُ واُمَراؤُهُ ومَعَهُم بُيوتُ الأَموالِ ، وإنَّمَا النّاسُ عَبيدٌ لِهذَا الدِّرهَم وَالدّينارِ ، ولا آمَنُ عَلَيكَ أن يُقاتِلَكَ مَن وَعَدَكَ نَصرَهُ ، ومَن أنتَ أحَبُّ إلَيهِ مِمَّن يُقاتِلُكَ مَعَهُ .
فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام : جَزاكَ اللّه ُ خَيرا يَابنَ عَمِّ ، فَقَد وَاللّه ِ عَلِمتُ أنَّكَ مَشَيتَ بِنُصحٍ ، وتَكَلَّمتَ بِعَقلٍ ، ومَهما يُقضَ مِن أمرٍ يَكُن ؛ أخَذتُ بِرَأيِكَ أو تَرَكتُهُ ، فَأَنتَ عِندي أحمَدُ مُشيرٍ ، وأنصَحُ ناصِحٍ .
قالَ : فَانصَرَفتُ مِن عِندِهِ فَدَخَلتُ عَلَى الحارِثِ بنِ خالِدِ بنِ العاصِ بنِ هِشامٍ ، فَسَأَلَني : هَل لَقيتَ حُسَينا ؟ فَقُلتُ لَهُ : نَعَم .
قالَ : فَما قالَ لَكَ ، وما قُلتَ لَهُ ؟
قالَ : فَقُلتُ لَهُ : قُلتُ كَذا وكَذا ، وقالَ كَذا وكَذا .
فَقالَ : نَصَحتَهُ ورَبِّ المَروَةِ الشَّهباءِ ۲ ، أما ورَبِّ البَنِيَّةِ ، إنَّ الرَّأيَ لَما رَأَيتَهُ قَبِلَهُ أو تَرَكَهُ ، ثُمَّ قالَ :
رُبَّ مُستَنصَحٍ يَغُشُّ ويُردي۳وظَنينٍ بِالغَيبِ يُلفى۴نَصيحا .۵

1.[من] هويت الشيء أهواه : إذا أحببته (مجمع البحرين : ج ۳ ص ۱۸۸۹ «هوى») .

2.الشهباء : البيضاء (لسان العرب : ج ۱ ص ۵۰۸ «شهب») .

3.ردِيَ يردى : أي هلك وأرداهُ غيرُه (الصحاح : ج ۶ ص ۲۳۵۵ «ردى») .

4.ألفيت الشيء : إذا وجدته وصادفته ولقيته (النهاية : ج ۴ ص ۲۶۲ «لفا») .

5.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۸۲ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۴۵ وفيه صدره إلى «أنصح ناصح» ، الفتوح : ج ۵ ص ۶۴ ، مقتل الحسين للخوارزمي : ج ۱ ص ۲۱۵ كلّها نحوه وراجع : أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۳۷۳ وتاريخ دمشق : ج ۱۴ ص ۲۰۹ .

صفحه از 24