در پرتو کلام حسینی (حکمت‌های اعتقادی 3) - صفحه 2

3 / 2

أصنافُ القَضاءِ وَالقَدَرِ

۶۶.التوحيد بإسناده عن الحسين بن عليّ عليه السلام :دَخَلَ رَجُلٌ مِن أهلِ العِراقِ عَلى أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام فَقالَ : أخبِرنا عَن خُروجِنا إلى أهلِ الشّامِ أبِقَضاءٍ مِنَ اللّه ِ وقَدَرٍ ؟
فَقالَ لَهُ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام : أجَل يا شَيخُ ، فَوَاللّه ِ ما عَلَوتُم تَلعَةً ۱ ولا هَبَطتُم بَطنَ وادٍ إلاّ بِقَضاءٍ مِنَ اللّه ِ وقَدَرٍ .
فَقالَ الشَّيخُ : عِندَ اللّه ِ أحتَسِبُ عَنائي يا أميرَ المُؤمِنينَ .
فَقالَ : مَهلاً يا شَيخُ ، لَعَلَّكَ تَظُنُّ قَضاءً حَتما وقَدَرا لازِما ! لَو كانَ كَذلِكَ لَبَطَلَ الثَّوابُ وَالعِقابُ وَالأَمرُ وَالنَّهيُ وَالزَّجرُ ، ولَسَقَطَ مَعنَى الوَعيدِ وَالوَعدِ ، ولَم يَكُن عَلى مُسيءٍ لائِمَةٌ ولا لِمُحسِنٍ مَحمَدَةٌ ، ولَكانَ المُحسِنُ أولى بِاللاّئِمَةِ مِنَ المُذنِبِ ، وَالمُذنِبُ أولى بِالإِحسانِ مِنَ المُحسِنِ ! تِلكَ مَقالَةُ عَبَدَةِ الأَوثانِ وخُصَماءِ الرَّحمنِ وقَدَرِيَّةِ هذِهِ الاُمَّةِ ومَجوسِها .
يا شَيخُ ، إنَّ اللّه َ عز و جل كَلَّفَ تَخييرا ، ونَهى تَحذيرا ، وأعطى عَلَى القَليلِ كَثيرا ، ولَم يُعصَ مَغلوبا ، ولَم يُطَع مُكرِها ، ولَم يَخلُقِ السَّماواتِ وَالأَرضَ وما بَينَهُما باطِلاً ، ذلِكَ ظَنُّ الَّذينَ كَفَروا ، فَوَيلٌ لِلَّذينَ كَفَروا مِنَ النّارِ ۲ .
قالَ : فَنَهَضَ الشَّيخُ وهُوَ يَقولُ :
أنتَ الإِمامُ الَّذي نَرجو بِطاعَتِهِيَومَ النَّجاةِ مِنَ الرَّحمنِ غُفرانا
أوضَحتَ مِن دينِنا ما كانَ مُلتَبِساجَزاكَ رَبُّكَ عَنّا فيهِ إحسانا
فَلَيسَ مَعذِرَةٌ في فِعلِ فاحِشَةٍقَد كُنتُ راكِبَها فِسقا وعِصيانا
لا لا ولا قائِلاً ناهيهِ أوقَعَهُفيها عَبَدتُ إذا يا قَومِ شَيطانا
ولا أحَبَّ ولا شاءَ الفُسوقَ ولاقَتلَ الوَلِيِّ لَهُ ظُلما وعُدوانا
أنّى يُحِبُّ وقَد صَحَّت عَزيمَتُهُذُو العَرشِ أعلَنَ ذاكَ اللّه ُ إعلانا۳

1.التَّلْعَةُ : ما ارتفع من الأرض (الصحاح : ج ۳ ص ۱۱۹۲ «تلع») .

2.تلميح إلى الآية ۲۷ من سورة ص .

3.التوحيد : ص ۳۸۰ ح ۲۸ عن عليّ بن جعفر الكوفي عن الإمام الهادي عن آبائه عليهم السلام ، بحار الأنوار : ج ۵ ص ۱۳ ح ۱۹ وراجع : الكافي : ج ۱ ص ۱۵۵ ح ۱ وتحف العقول : ص ۴۶۸ والفصول المختارة : ص ۷۰ .

صفحه از 24