الفَصلُ الرّابِعُ : الرّجعة
۸۳.الخرائج والجرائح عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام :قالَ الحُسَينُ بنُ عَلِيٍّ عليه السلام لِأَصحابِهِ قَبلَ أن يُقتَلَ : إنَّ رَسولَ اللّه ِ صلى الله عليه و آله قالَ :
يا بُنَيَّ إنَّكَ سَتُساقُ إلَى العِراقِ ، وهِيَ أرضٌ قَدِ التَقى بِهَا النَّبِيّونَ وأوصِياءُ النَّبِيّينَ ، وهِيَ أرضٌ تُدعى «عَمورا» ، وإنَّكَ تُستَشهَدُ بِها ويُستَشهَدُ مَعَكَ جَماعَةٌ مِن أصحابِكَ ، لا يَجِدونَ ألَمَ مَسِّ الحَديدِ ، وتَلا : «قُلْنَا يَـنَارُ كُونِى بَرْدًا وَسَلَـمًا عَلَى إِبْرَ هِيمَ»۱ ، تَكونُ الحَربُ عَلَيكَ وعَلَيهِم بَردا وسَلاما .
فَأَبشِروا ؛ فَوَاللّه ِ لَئِن قَتَلونا ، فَإِنّا نَرِدُ عَلى نَبِيِّنا ، ثُمَّ أمكُثُ ما شاءَ اللّه ُ ، فَأَكونُ أوَّلَ مَن تَنشَقُّ عَنهُ الأَرضُ ، فَأَخرُجُ خَرجَةً يُوافِقُ ذلِكَ خَرجَةَ أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام وقِيامَ قائِمِنا ، وحَياةَ رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله .
ثُمَّ لَيَنزِلَنَّ عَلَيَّ وَفدٌ مِنَ السَّماءِ مِن عِندِ اللّه ِ ، لَم يَنزِلوا إلَى الأَرضِ قَطُّ ، ولَيَنزِلَنَّ إلَيَّ جَبرَئيلُ وميكائيلُ وإسرافيلُ وجُنودٌ مِنَ المَلائِكَةِ ، ولَيَنزِلَنَّ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه و آله وعَلِيٌّ عليه السلام وأنَا وأخي ، وجَميعُ مَن مَنَّ اللّه ُ عَلَيهِ في حَمولاتٍ ۲ مِن حَمولاتِ الرَّبِّ ؛ خَيلٍ بُلقٍ ۳ مِن نورٍ ، لَم يَركَبها مَخلوقٌ .
ثُمَّ لَيَهُزَّنَّ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه و آله لِواءَهُ ، ولَيَدفَعَنَّهُ إلى قائِمِنا مَعَ سَيفِهِ . . . .
ولَتَنزِلَنَّ البَرَكَةُ مِنَ السَّماءِ إلَى الأَرضِ ؛ حَتّى إنَّ الشَّجَرَةَ لَتَقصَفُ بِما يُريدُ اللّه ُ فيها مِن الثَّمَرِ ، ولَيَأكُلُنَّ ثَمَرَةَ الشِّتاءِ فِي الصَّيفِ وثَمَرَةَ الصَّيفِ فِي الشِّتاءِ ، وذلِكَ قَولُ اللّه ِ تَعالى : «وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى ءَامَنُواْ وَاتَّقَوْاْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَـتٍ مِّنَ السَّمَآءِ وَالأَْرْضِ وَلَـكِن كَذَّبُواْ»۴ .
ثُمَّ إنَّ اللّه َ لَيَهَبُ لِشيعَتِنا كَرامَةً لا يَخفى عَلَيهِم شَيءٌ فِي الأَرض وما كانَ فيها ، حَتّى إنَّ الرَّجُلَ مِنهُم يُريدُ أن يَعلَمَ عِلمَ أهلِ بَيتِهِ ، فَيُخبِرَهُم بِعِلمِ ما يَعمَلونَ . ۵
1.الأنبياء : ۶۹ .
2.الحَمُولَةُ : البعيرُ يُحملُ عليه ، وقد يُستَعمَلُ في الفَرَسِ والبَغلِ والحمار (المصباح المنير : ص ۱۵۲ «حمل») .
3.البَلَقُ : سواد وبياض (الصحاح : ج ۴ ص ۱۴۵۱ «بلق») .
4.الأعراف : ۹۶ .
5.الخرائج والجرائح : ج ۲ ص ۸۴۸ ح ۶۳ ، مختصر بصائر الدرجات : ص ۳۶ ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۸۰ ح ۶ .