الإيضاح - صفحه 149

التراب و الغبار ثمّ جلس ناحية ، فرجزوا فقالوا :

لا يستوي من يبتني المساجداو من تراه راكعا و ساجدا
كمن يمرّ عاندا معانداعن التراب لا يزال حائدا
فغضب عثمان و قال : تركنا أموالنا و أهلنا و جئنا ، فسمّعونا ما نكره ؛ لقد هممت أن آمر بهذا العبد مَن يَرثم أنفه ! فقال رسول اللّه (صلعم) : «يا عثمان ، إنّما عمّار جلدة ما بين العينين ، فمتى تُنكأُ الجلدة يدمى الوجه . و هذه مطاياك فارحل إذا شئت» . ۱
و في الجامع من كتب طاهر بن زكريا ، عن عبد اللّه بن سنان ، عن أبي عبد اللّه قال : «بنى رسول اللّه صلى الله عليه و آلهمسجده بالسميط ۲ ثمّ إن المسلمين كثروا ، فقالوا : يا رسول اللّه ، لو أمرت بالمسجد فزيد فيه . قال : نعم ، فزاد فيه و بناه بالسعيدة . ثمّ إن المسلمين كثروا ، فقالوا : يا رسول اللّه ، لو أمرت بالمسجد فزيد فيه . قال : نعم ، فزاد فيه و بناه بالاُنثى والذكر . ثمّ إشتدَّ عليهم الحرّ فقالوا : يا رسول اللّه ، لو أمرت بالمسجد فظلّل ، فأمر فاُقيمت فيه / 146 / سواري ۳ من جذوع النخل ، ثمّ طرحت عليها العوارض و الأذخر ۴ ، فعاشوا فيه في الحرّ حتى أصابتهم الأمطار ، فجعل المسجد يكفّ عليهم ، فقالوا : يا رسول اللّه ، لو أمرت بالمسجد فطيّن ، فقال لهم رسول اللّه (صلعم) : عريش كعريش موسى ۵ ، فلم يزل كذلك حتى قبضه اللّه ـ صلى اللّه عليه ـ . و كان جداره قبل أن يظلّل قدر قامة» و ذكر أنّ السميط : لبنة لبنة . و السعيدة : لبنة و نصف ، و الاُنثى و الذكر : لبنتان مخالفتان . ۶

1.اختيار معرفة الرجال ، أبي جعفر محمّد بن الحسن الطوسي ، تحقيق حسن المصطفوي ، مشهد ۱۳۴۸ ، ص ۳۱ (الرقم ۵۹) ، ص ۳۲ (الرقم ۶۰) ؛ السيرة النبوية ، ابن هشام ، ج ۲ ، ص ۱۴۲ .

2.السميط : الآجر القائم بعضه فوق بعض .

3.جمع سارية ، و هي الاُسطوانة .

4.الحشيش الأخضر .

5.جاء في الحاشية : «فقال صلى الله عليه و آله : لا عريش كعريش موسى ، و الأمر أقرب من ذلك ، و قبض صلى الله عليه و آله و المسجد عريش . من كتاب الطهارة».

6.الكافي ، ج ۳ ، ص ۲۹۵ ؛ التهذيب ، ج ۳ ، ص ۲۶۱ (الرقم ۷۳۸) ؛ معاني الأخبار ، ص ۱۵۹ .

صفحه از 218