الإيضاح - صفحه 72

جعفر بن محمّد ـ صلوات اللّه عليه ـ قال : «سمعت أبي يذكر عن رسول اللّه (صلع) في وقت صلاة العشاء أنّها إلى ثلث الليل في السفر و الحضر» . ۱
و روى آخرون أنّها تصلّى في السفر قبل غياب الشفق ؛ ففي كتاب الحلبي المعروف بـ كتاب المسائل ، عن أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد (صلع) أنّه قال : «و لا بأس أن يعجّل العشاء الآخرة / 18 / في السفر قبل أن يغيب الشفق قليلاً» . ۲
و في كتاب حمّاد بن عيسى روايته عن حريز بن عبد اللّه ، عن زرارة بن أعين ، عن أبي جعفر ، و ذكر صلاة رسول اللّه (صلعم) و قال : «إذا كان النبيّ في سفرٍ يعجّل وقت العشاء الآخرة في آخر وقت المغرب ، و كذلك وقت المغرب ، و كذلك كان يفعل في اليوم البارد و اليوم المَطير» . ۳
و هذه الرواية و إن لم يكن مفسَّرة ، فإنّ المراد بها ـ واللّه أعلم ـ الجمع بين المغرب و العشاء في السفر و الليلة الباردة و الليلة المطيرة ؛ إذ لا أعلم خبرا و لا قولاً يدلّ على أنّ صلاة المصلّي تجزيه قبل الوقت ، إلاّ في باب الجمع بين الصلاتين ، إلاّ خبرا شاذّا [سنذكره ]في موضعه إن شاء اللّه .

ذكر معرفة الشفق

أجمع الرواة عن أهل البيت ـ صلوات اللّه عليهم ـ في ما علمت و رأيته في ما جُمعت عنهم في الكتب المنسوبة إليهم : أنّ الشفق هو الحمرة ، يعنون الحمرة المعترضة في اُفق المغرب لا البياض .
ففي الكتب الجعفرية من رواية أبي عليّ محمّد بن محمّد بن الأشعث الكوفي ، عن أبي الحسن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد ، عن أبيه قال : قال رسول اللّه (صلعم) : «الشفق الحمرة ،

1.الكافي، ج ۳ ، ص ۲۷۹ .

2.الكافي، ج ۳ ، ص ۴۳۱ .

3.الكافي ، ج ۳ ، ص ۲۷۹ .

صفحه از 218