الإيضاح - صفحه 93

و في كتب أبي عبد اللّه محمّد بن سلام بن سيار الكوفي ، عن أبي جعفر [يعني محمّد بن منصور الكوفي] قال : سألت أبا عبد اللّه [أحمد بن عيسى بن زيد و عبد اللّه ] بن موسى و عبيد اللّه بن عليّ و أبا الطاهر ، عن جمع المغرب و العشاء لمن احتاج إلى جمعهما قبل أن يغيب الشفق أو بعد[ ه ] ، و قد ذُكر عن هؤلاء في أوّل الباب أنّهم قالوا في الظهر و العصر : يجمعان أوّل الوقت . فكأنّهم فرّقوا بين الجمع بين الظهر و العصر ، و بين المغرب و العشاء ، فرأوا أن الظهر و العصر يجمعان في وقت الظهر ، و المغرب و العشاء في وقت العشاء .
و فيه رواية ثالثة ، و هي أنّ الصلاتين يجمعان بين الوقتين ؛ ففي كتاب الصلاة من رواية أبي ذر أحمد بن الحسين بن أسباط ، عن إسحاق / 56 / بن عمّار ، عن عبيد اللّه الحلبي قال : قال لي أبو عبد اللّه : «أخّر المغرب في السفر ، و أخّر العتمة بجمعهما» .
و في كتب [محمّد] بن سلام عن أبي جعفر [محمّد بن منصور المرادي] ، عن أبي عبد اللّه [أحمد بن عيسى بن زيد] أنّه قال : كان يؤخَّر المغرب ـ يعني في الجمع بينها و بين العشاء الآخرة ـ . ۱
و فيها عن قاسم بن إبراهيم في ذكر صلاة المغرب و العشاء فقال : و إن أخّرها ـ يعني صلاة المغرب ـ حتى يصليهما جميعا فواسع ؛ قد جاء الحديث عن النبيّ ـ صلوات اللّه عليه ـ أنّه خرج من سَرِف حين غربت الشمس ، فلم يصلِّ المغرب حتى دخل مكّة (صلعم) و بينهما عشرة أميال .
و فيه رواية رابعة ، و هي أن يؤخّر المغرب حتى يقرب من غياب الشفق ، فعلى هذا يصلّي المغرب في آخر وقتها ، و العشاء في أول وقتها . ۲
و هذه الرواية / 57 / أشبه بمذاهب الطاهرين أهل البيت ـ صلوات اللّه عليهم ـ ؛ لأنّ الصلاة في وقتها أفضل، وفي ما تقدم ذكره بلغة لما جاء فيه من الروايات إن شاء اللّه .

1.في رأب الصدع هذا القول منسوب إلى المرادي ، راجع رأب الصدع ، ج ۱ ، ص ۱۱۲ (الرقم۵۰۰) .

2.دعائم الإسلام ، ج ۱ ، ص ۱۴۰ .

صفحه از 218