آن گاه ، جنگيد تا كشته شد . ياران حسين عليه السلام او را بُردند و در حالى كه هنوز رَمقى داشت ، پيشِ روى حسين عليه السلام نهادند . امام عليه السلام ، غبار از چهرهاش پاك كرد و فرمود : «تو آزادهاى ، همان گونه كه مادرت تو را ناميده است . تو در دنيا و آخرت ، آزادهاى» .
سپس يكى از ياران حسين عليه السلام (حاكم جُشَمى گفته است : بلكه زين العابدين عليه السلام) ، در سوگ او سرود :
چه آزاده نيكويى بود ، حُرّ رياحىپايدار ، به گاهِ بارش تيرها !
چه آزاده نيكويى ، كه به گاه نداى حسينبا يك بانگ ، جان خود را ندا كرد!
و روايت شده كه حُر به هنگام نبرد مىخوانْد :
سوگند ياد كردهام كه كشته نشوم تا بكُشمو امروز ، جز از رو به رو، زخمى نخورم.
آنان را سختْ با شمشير مىزنمنه از آنان دست مىكشم ، و نه بازْ پس مىنشينم .۱
1.صاحَ [الحُسَينُ عليه السلام] : أما مِن مُغيثٍ يُغيثُنا لِوَجهِ اللَّهِ تَعالى . أما مِن ذابٍّ يَذُبُّ عَن حَرَمِ رَسولِ اللَّهِ !
فَلَمّا سَمِعَ الحُرُّ بنُ يَزيدَ هذَا الكَلامَ ، اضطَرَبَ قَلبُهُ ، ودَمَعَت عَيناهُ فَخَرَجَ باكِياً مُتَضَرِّعاً مَعَ غُلامٍ لَهُ تُركِيٍّ . وكانَ كَيفِيَّةُ انتِقالِهِ إلَى الحُسَينِ عليه السلام أنَّهُ لَمّا سَمِعَ هذَا الكَلامَ مِنَ الحُسَينِ عليه السلام أتى إلى عُمَرَ بنِ سَعدٍ ، فَقالَ لَهُ : أمُقاتِلٌ أنتَ هذَا الرَّجُلَ ؟ قالَ : إي وَاللَّهِ ! قِتالاً شَديداً أيسَرُهُ أن تَسقُطَ الرُّؤوسُ وتَطيحَ الأَيدي ، فَقالَ : أما لَكُم في واحِدَةٍ مِنَ الخِصالِ الَّتي عَرَضَ عَلَيكُم رِضىً ؟ فَقالَ : وَاللَّهِ لَو كانَ الأَمرُ إلَيَّ لَفَعَلتُ ، ولكِنَّ أميرَكَ قَد أبى ذلِكَ .
فَأَقبَلَ الحُرُّ حَتّى وَقَفَ عَنِ النّاسِ جانِباً ومَعَهُ رَجُلٌ مِن قَومِهِ يُقالُ لَهُ : قُرَّةُ بنُ قَيسٍ ، فَقالَ لَهُ : يا قُرَّةُ ! هَل سَقَيتَ فَرَسَكَ اليَومَ ماءً ؟ قالَ : لا ! قالَ : أما تُريدُ أن تَسقِيَهُ ؟ قالَ قُرَّةُ : فَظَنَنتُ وَاللَّهِ أنَّهُ يُريدُ أن يَتَنَحّى فَلا يَشهَدَ القِتالَ ، ويَكرَهُ أن أراهُ يَصنَعُ ذلِكَ مَخافَةَ أن أرفَعَ عَلَيهِ ، فَقُلتُ لَهُ : لَم أسقِهِ ، وأنَا مُنطَلِقٌ فَأَسقيهِ .
قالَ : فَاعتَزَلتُ ذلِكَ المَكانَ الَّذي كانَ فيهِ ، وَاللَّهِ لَو أطلَعَني عَلَى الَّذي يُريدُ لَخَرَجتُ مَعَهُ إلَى الحُسَينِ عليه السلام . فَأَخَذَ يَدنو قَليلاً قَليلاً ، فَقالَ لَهُ رَجُلٌ مِن قَومِهِ : يا أبا يَزيدَ ! إنَّ أمرَكَ لَمُريبٌ ، فَمَا الَّذي تُريدُ ؟ قالَ : وَاللَّهِ إنّي اُخَيِّرُ نَفسي بَينَ الجَنَّةِ وَالنّارِ ، ووَاللَّهِ لا أختارُ عَلَى الجَنَّةِ شَيئاً ولَو قُطِّعتُ وحُرِّقتُ .
ثُمَّ ضَرَبَ فَرَسَهُ ، ولَحِقَ بِالحُسَينِ عليه السلام مَعَ غُلامِهِ التُّركِيِّ ، فَقالَ : يَابنَ رَسولِ اللَّهِ ، جَعَلَنِيَ اللَّهُ فِداكَ ! إنّي صاحِبُكَ الَّذي حَبَستُكَ عَنِ الرُّجوعِ ، وسايَرتُكَ فِي الطَّريقِ ، وجَعجَعتُ بِكَ في هذَا المَكانِ ، وَاللَّهِ الَّذي لا إلهَ إلّا هُوَ ، ما ظَنَنتُ القَومَ يَرُدّونَ عَلَيكَ ما عَرَضتَ عَلَيهِم ، ولا يَبلُغونَ بِكَ هذِهِ المَنزِلَةَ ، وإنّي لَو سَوَّلَت لي نَفسي أنَّهُم يَقتُلونَكَ ما رَكِبتُ هذا مِنكَ، وإنّي قَد جِئتُكَ تائِباً إلى رَبّي مِمّا كانَ مِنّي ، ومُواسيكَ بِنَفسي حَتّى أموتَ بَينَ يَدَيكَ ، أفَتَرى ذلِكَ لي تَوبَةً ؟
قالَ : نَعَم ! يَتوبُ اللَّهُ عَلَيكَ ويَغفِرُ لَكَ ، مَا اسمُكَ ؟ قالَ : أنَا الحُرُّ ، قالَ : أنتَ الحُرُّ كَما سَمَّتكَ اُمُّكَ ، أنتَ الحُرُّ فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ ؛ انزِل ، فَقالَ : أنَا لَكَ فارِساً خَيرٌ مِنّي لَكَ راجِلاً ، اُقاتِلُهُم عَلى فَرَسي ساعَةً ، وإلَى النُّزولِ ما يَصيرُ أمري .
ثُمَّ قالَ : يَابنَ رَسولِ اللَّهِ ! كُنتُ أوَّلَ خارِجٍ عَلَيكَ ، فَائذَن لي أن أكونَ أوَّلَ قَتيلٍ بَينَ يَدَيكَ ، فَلَعَلّي أن أكونَ مِمَّن يُصافِحُ جَدَّكَ مُحَمَّداً غَداً فِي القِيامَةِ . فَقالَ لَهُ الحُسَينُ عليه السلام : إن شِئتَ فَأَنتَ مِمَّن تابَ اللَّهُ عَلَيهِ وهُوَ التَّوّابُ الرَّحيمُ . فَكانَ أوَّلَ مَن تَقَدَّمَ إلى بِرازِ القَومِ الحُرُّ بنُ يَزيدَ الرِّياحِيُّ ، فَأَنشَدَ في بِرازِهِ :
إنّي أنَا الحُرُّ ومَأوىَ الضَّيفِ
أضرِبُ في أعناقِكُم بِالسَّيفِعَن خَيرِ مَن حَلَّ بِوادِي الخَيفِ
أضرِبُكُم ولا أرى مِن حَيفِ
ورُوِيَ أنَّ الحُرَّ لَمّا لَحِقَ بِالحُسَينِ عليه السلام قالَ رَجُلٌ مِن بَني تَميمٍ يُقالُ لَهُ يَزيدُ بنُ سُفيانَ : أما وَاللَّهِ، لَو لَقيتُ الحُرَّ حينَ خَرَجَ لَأَتبَعتُهُ السِّنانَ . فَبَينا هُوَ يُقاتِلُ ، وإنَّ فَرَسَهُ لَمَضروبٌ عَلى اُذُنَيهِ وحاجِبِهِ ، وإنَّ الدِّماءَ لَتَسيلُ ، إذ قالَ الحُصَينُ بنُ نُمَيرٍ : يا يَزيدُ ، هذَا الحُرُّ الَّذي كُنتَ تَتَمَنّاهُ ، فَهَل لَكَ بِهِ ؟ قالَ : نَعَم ، وخَرَجَ إلَيهِ ، فَما لَبِثَ الحُرُّ أن قَتَلَهُ وقَتَلَ أربَعينَ فارِساً وراجِلاً ، ولَم يَزَل يُقاتِلُ حَتّى عُرقِبَ فَرَسُهُ ، وبَقِيَ راجِلاً ، فَجَعَلَ يُقاتِلُ وهُوَ يَقولُ :
إن تَعقِروا بي فَأَنَا ابنُ الحُرِّ
أشجَعُ مِن ذي لِبدَةٍ هِزَبرِولَستُ بِالخَوّارِ عِندَ الكَرِّ
لكِنَّنِي الثّابِتُ عِندَ الفَرِّ
ثُمَّ لَم يَزَل يُقاتِلُ حَتّى قُتِلَ ، فَاحتَمَلَهُ أصحابُ الحُسَينِ عليه السلام حَتّى وَضَعوهُ بَينَ يَدَيِ الحُسَينِ عليه السلام وبِهِ رَمَقٌ ، فَجَعَلَ الحُسَينُ عليه السلام يَمسَحُ التُّرابَ عَن وَجهِهِ ، وهُوَ يَقولُ لَهُ : أنتَ الحُرُّ كَما سَمَّتكَ بِهِ اُمُّكَ ، أنتَ الحُرُّ فِي الدُّنيا وأنتَ الحُرُّ فِي الآخِرَةِ . ثُمَّ رَثاهُ بعضُ أصحابِ الحُسَينِ عليه السلام وقالَ الحاكِمُ الجُشَمِيُّ : بَل رَثاهُ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه السلام - بِقَولِهِ :
لَنِعمَ الحُرُّ حُرُّ بَني رِياحِ
صَبورٌ عِندَ مُشتَبَكِ الرِّماحِونِعمُ الحُرُّ إذ نادى حُسَينٌ
فَجادَ بِنَفسِهِ عِندَ الصِّياحِ
ورُوِيَ أنَّهُ كانَ يُنشِدُ عِندَ مُكافَحَتِهِ :
آلَيتُ لا اُقتَلُ حَتّى أقتُلا
ولا اُصابُ اليَومَ إلّا مُقبِلاأضرِبُهُم بِالسَّيفِ ضَرباً مُعضِلا
لا ناكِلاً فيهِم ولا مُهَلِّلا(مقتل الحسين عليه السلام ، خوارزمى : ج ۲ ص ۹ ، الفتوح : ج۵ ص۱۰۱) .