یاران امام حسین علیه السلام (بخش اول) - صفحه 51

آن گاه ، جنگيد تا كشته شد . ياران حسين عليه السلام او را بُردند و در حالى كه هنوز رَمقى داشت ، پيشِ روى حسين عليه السلام نهادند . امام عليه السلام ، غبار از چهره‏اش پاك كرد و فرمود : «تو آزاده‏اى ، همان گونه كه مادرت تو را ناميده است . تو در دنيا و آخرت ، آزاده‏اى» .
سپس يكى از ياران حسين عليه السلام (حاكم جُشَمى گفته است : بلكه زين العابدين عليه السلام) ، در سوگ او سرود :

چه آزاده نيكويى بود ، حُرّ رياحى‏پايدار ، به گاهِ بارش تيرها !
چه آزاده نيكويى ، كه به گاه نداى حسين‏با يك بانگ ، جان خود را ندا كرد!
و روايت شده كه حُر به هنگام نبرد مى‏خوانْد :

سوگند ياد كرده‏ام كه كشته نشوم تا بكُشم‏و امروز ، جز از رو به رو، زخمى نخورم.
آنان را سختْ با شمشير مى‏زنم‏نه از آنان دست مى‏كشم ، و نه بازْ پس مى‏نشينم .۱

1.صاحَ [الحُسَينُ عليه السلام‏] : أما مِن مُغيثٍ يُغيثُنا لِوَجهِ اللَّهِ تَعالى‏ . أما مِن ذابٍّ يَذُبُّ عَن حَرَمِ رَسولِ اللَّهِ ! فَلَمّا سَمِعَ الحُرُّ بنُ يَزيدَ هذَا الكَلامَ ، اضطَرَبَ قَلبُهُ ، ودَمَعَت عَيناهُ فَخَرَجَ باكِياً مُتَضَرِّعاً مَعَ غُلامٍ لَهُ تُركِيٍّ . وكانَ كَيفِيَّةُ انتِقالِهِ إلَى الحُسَينِ عليه السلام أنَّهُ لَمّا سَمِعَ هذَا الكَلامَ مِنَ الحُسَينِ عليه السلام أتى‏ إلى‏ عُمَرَ بنِ سَعدٍ ، فَقالَ لَهُ : أمُقاتِلٌ أنتَ هذَا الرَّجُلَ ؟ قالَ : إي وَاللَّهِ ! قِتالاً شَديداً أيسَرُهُ أن تَسقُطَ الرُّؤوسُ وتَطيحَ الأَيدي ، فَقالَ : أما لَكُم في واحِدَةٍ مِنَ الخِصالِ الَّتي عَرَضَ عَلَيكُم رِضىً ؟ فَقالَ : وَاللَّهِ لَو كانَ الأَمرُ إلَيَّ لَفَعَلتُ ، ولكِنَّ أميرَكَ قَد أبى‏ ذلِكَ . فَأَقبَلَ الحُرُّ حَتّى‏ وَقَفَ عَنِ النّاسِ جانِباً ومَعَهُ رَجُلٌ مِن قَومِهِ يُقالُ لَهُ : قُرَّةُ بنُ قَيسٍ ، فَقالَ لَهُ : يا قُرَّةُ ! هَل سَقَيتَ فَرَسَكَ اليَومَ ماءً ؟ قالَ : لا ! قالَ : أما تُريدُ أن تَسقِيَهُ ؟ قالَ قُرَّةُ : فَظَنَنتُ وَاللَّهِ أنَّهُ يُريدُ أن يَتَنَحّى‏ فَلا يَشهَدَ القِتالَ ، ويَكرَهُ أن أراهُ يَصنَعُ ذلِكَ مَخافَةَ أن أرفَعَ عَلَيهِ ، فَقُلتُ لَهُ : لَم أسقِهِ ، وأنَا مُنطَلِقٌ فَأَسقيهِ . قالَ : فَاعتَزَلتُ ذلِكَ المَكانَ الَّذي كانَ فيهِ ، وَاللَّهِ لَو أطلَعَني عَلَى الَّذي يُريدُ لَخَرَجتُ مَعَهُ إلَى الحُسَينِ عليه السلام . فَأَخَذَ يَدنو قَليلاً قَليلاً ، فَقالَ لَهُ رَجُلٌ مِن قَومِهِ : يا أبا يَزيدَ ! إنَّ أمرَكَ لَمُريبٌ ، فَمَا الَّذي تُريدُ ؟ قالَ : وَاللَّهِ إنّي اُخَيِّرُ نَفسي بَينَ الجَنَّةِ وَالنّارِ ، ووَاللَّهِ لا أختارُ عَلَى الجَنَّةِ شَيئاً ولَو قُطِّعتُ وحُرِّقتُ . ثُمَّ ضَرَبَ فَرَسَهُ ، ولَحِقَ بِالحُسَينِ عليه السلام مَعَ غُلامِهِ التُّركِيِّ ، فَقالَ : يَابنَ رَسولِ اللَّهِ ، جَعَلَنِيَ اللَّهُ فِداكَ ! إنّي صاحِبُكَ الَّذي حَبَستُكَ عَنِ الرُّجوعِ ، وسايَرتُكَ فِي الطَّريقِ ، وجَعجَعتُ بِكَ في هذَا المَكانِ ، وَاللَّهِ الَّذي لا إلهَ إلّا هُوَ ، ما ظَنَنتُ القَومَ يَرُدّونَ عَلَيكَ ما عَرَضتَ عَلَيهِم ، ولا يَبلُغونَ بِكَ هذِهِ المَنزِلَةَ ، وإنّي لَو سَوَّلَت لي نَفسي أنَّهُم يَقتُلونَكَ ما رَكِبتُ هذا مِنكَ، وإنّي قَد جِئتُكَ تائِباً إلى‏ رَبّي مِمّا كانَ مِنّي ، ومُواسيكَ بِنَفسي حَتّى‏ أموتَ بَينَ يَدَيكَ ، أفَتَرى‏ ذلِكَ لي تَوبَةً ؟ قالَ : نَعَم ! يَتوبُ اللَّهُ عَلَيكَ ويَغفِرُ لَكَ ، مَا اسمُكَ ؟ قالَ : أنَا الحُرُّ ، قالَ : أنتَ الحُرُّ كَما سَمَّتكَ اُمُّكَ ، أنتَ الحُرُّ فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ ؛ انزِل ، فَقالَ : أنَا لَكَ فارِساً خَيرٌ مِنّي لَكَ راجِلاً ، اُقاتِلُهُم عَلى‏ فَرَسي ساعَةً ، وإلَى النُّزولِ ما يَصيرُ أمري . ثُمَّ قالَ : يَابنَ رَسولِ اللَّهِ ! كُنتُ أوَّلَ خارِجٍ عَلَيكَ ، فَائذَن لي أن أكونَ أوَّلَ قَتيلٍ بَينَ يَدَيكَ ، فَلَعَلّي أن أكونَ مِمَّن يُصافِحُ جَدَّكَ مُحَمَّداً غَداً فِي القِيامَةِ . فَقالَ لَهُ الحُسَينُ عليه السلام : إن شِئتَ فَأَنتَ مِمَّن تابَ اللَّهُ عَلَيهِ وهُوَ التَّوّابُ الرَّحيمُ . فَكانَ أوَّلَ مَن تَقَدَّمَ إلى‏ بِرازِ القَومِ الحُرُّ بنُ يَزيدَ الرِّياحِيُّ ، فَأَنشَدَ في بِرازِهِ : إنّي أنَا الحُرُّ ومَأوىَ الضَّيفِ‏ أضرِبُ في أعناقِكُم بِالسَّيفِ‏عَن خَيرِ مَن حَلَّ بِوادِي الخَيفِ‏ أضرِبُكُم ولا أرى‏ مِن حَيفِ‏ ورُوِيَ أنَّ الحُرَّ لَمّا لَحِقَ بِالحُسَينِ عليه السلام قالَ رَجُلٌ مِن بَني تَميمٍ يُقالُ لَهُ يَزيدُ بنُ سُفيانَ : أما وَاللَّهِ، لَو لَقيتُ الحُرَّ حينَ خَرَجَ لَأَتبَعتُهُ السِّنانَ . فَبَينا هُوَ يُقاتِلُ ، وإنَّ فَرَسَهُ لَمَضروبٌ عَلى‏ اُذُنَيهِ وحاجِبِهِ ، وإنَّ الدِّماءَ لَتَسيلُ ، إذ قالَ الحُصَينُ بنُ نُمَيرٍ : يا يَزيدُ ، هذَا الحُرُّ الَّذي كُنتَ تَتَمَنّاهُ ، فَهَل لَكَ بِهِ ؟ قالَ : نَعَم ، وخَرَجَ إلَيهِ ، فَما لَبِثَ الحُرُّ أن قَتَلَهُ وقَتَلَ أربَعينَ فارِساً وراجِلاً ، ولَم يَزَل يُقاتِلُ حَتّى‏ عُرقِبَ فَرَسُهُ ، وبَقِيَ راجِلاً ، فَجَعَلَ يُقاتِلُ وهُوَ يَقولُ : إن تَعقِروا بي فَأَنَا ابنُ الحُرِّ أشجَعُ مِن ذي لِبدَةٍ هِزَبرِولَستُ بِالخَوّارِ عِندَ الكَرِّ لكِنَّنِي الثّابِتُ عِندَ الفَرِّ ثُمَّ لَم يَزَل يُقاتِلُ حَتّى‏ قُتِلَ ، فَاحتَمَلَهُ أصحابُ الحُسَينِ عليه السلام حَتّى‏ وَضَعوهُ بَينَ يَدَيِ الحُسَينِ عليه السلام وبِهِ رَمَقٌ ، فَجَعَلَ الحُسَينُ عليه السلام يَمسَحُ التُّرابَ عَن وَجهِهِ ، وهُوَ يَقولُ لَهُ : أنتَ الحُرُّ كَما سَمَّتكَ بِهِ اُمُّكَ ، أنتَ الحُرُّ فِي الدُّنيا وأنتَ الحُرُّ فِي الآخِرَةِ . ثُمَّ رَثاهُ بعضُ أصحابِ الحُسَينِ عليه السلام وقالَ الحاكِمُ الجُشَمِيُّ : بَل رَثاهُ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه السلام - بِقَولِهِ : لَنِعمَ الحُرُّ حُرُّ بَني رِياحِ‏ صَبورٌ عِندَ مُشتَبَكِ الرِّماحِ‏ونِعمُ الحُرُّ إذ نادى‏ حُسَينٌ‏ فَجادَ بِنَفسِهِ عِندَ الصِّياحِ‏ ورُوِيَ أنَّهُ كانَ يُنشِدُ عِندَ مُكافَحَتِهِ : آلَيتُ لا اُقتَلُ حَتّى‏ أقتُلا ولا اُصابُ اليَومَ إلّا مُقبِلاأضرِبُهُم بِالسَّيفِ ضَرباً مُعضِلا لا ناكِلاً فيهِم ولا مُهَلِّلا(مقتل الحسين عليه السلام ، خوارزمى : ج ۲ ص ۹ ، الفتوح : ج‏۵ ص‏۱۰۱) .

صفحه از 58