یاران امام حسین علیه السلام (بخش دوم) - صفحه 25

كردند و سپس ، از هر سو بر حسين عليه السلام و يارانش ، هجوم آوردند و [ عبد اللَّه ]كلبى ، كشته شد. او افزون بر آن دو نفر نخست، دو تن ديگر را نيز كُشت و به شدّت جنگيد . هانى بن ثُبَيت حَضرَمى و بُكَير بن حىّ تَيمى از قبيله تيم اللَّه بن ثَعلَبه ، به او حمله كردند و او را كُشتند . او دومين كشته ياران حسين عليه السلام بود... .
نُمَير بن وَعْله نيز برايم گفت : ... همسر كَلْبى به سوى شوهرش آمد و نزد او نشست و غبار را از او زُدود و گفت : بهشت ، گوارايت باد !
شمر بن ذى الجوشن ، به غلامش رستم گفت: با عمود ، بر سرش بكوب .
او بر سرِ آن زن كوبيد و سرش شكست . سپس همان جا ، جان داد .۱

1.كانَ مِنّا رَجُلٌ يُدعى‏ عَبدَ اللَّهِ بنَ عُمَيرٍ ، مِن بَني عُلَيمٍ ، كانَ قَد نَزَلَ الكوفَةَ ، وَاتَّخَذَ عِندَ بِئرِ الجَعدِ مِن هَمدانَ داراً ، وكانَت مَعَهُ امرَأَةٌ لَهُ مِنَ النَّمِرِ بنِ قاسِطٍ ، يُقالُ لَها : اُمُّ وَهبٍ بِنتُ عَبدٍ ، فَرَأَى القَومَ بِالنُّخَيلَةِ يُعرَضونَ لِيُسَرَّحوا إلَى الحُسَينِ عليه السلام . قالَ : فَسَأَلَ عَنهُم ، فَقيلَ لَهُ : يُسَرَّحونَ إلى‏ حُسَينِ بنِ فاطِمَةَ بِنتِ رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه و آله . فَقالَ : وَاللَّهِ لَقَد كُنتُ عَلى‏ جِهادِ أهلِ الشِّركِ حَريصاً ، وإنّي لَأَرجو ألّا يَكونَ جِهادُ هؤُلاءِ الَّذينَ يَغزونَ ابنَ بِنتِ نَبِيِّهِم أيسَرَ ثَواباً عِندَ اللَّهِ مِن ثَوابِهِ إيّايَ في جِهادِ المُشرِكينَ ، فَدَخَلَ إلَى امرَأَتِهِ فَأَخبَرَها بِما سَمِعَ ، وأعلَمَها بِما يُريدُ ، فَقالَت : أصَبتَ أصابَ اللَّهُ بِكَ أرشَدَ اُمورِكَ ، افعَل وأخرِجني مَعَكَ . قالَ : فَخَرَجَ بِها لَيلاً حَتّى‏ أتى‏ حُسَيناً عليه السلام ، فَأَقامَ مَعَهُ ، فَلَمّا دَنا مِنهُ عُمَرُ بنُ سَعدٍ ورَمى‏ بِسَهمٍ ارتَمَى النّاسُ ، فَلَمَّا ارتَمَوا خَرَجَ يَسارٌ مَولى‏ زِيادِ بنِ أبي سُفيانَ وسالِمٌ مَولى‏ عُبَيدِ اللَّهِ بنِ زِيادٍ ، فَقالا : مَن يُبارِزُ ؟ لِيَخرُج إلَينا بَعضُكُم . قالَ : فَوَثَبَ حَبيبُ بنُ مُظاهِرٍ وبُرَيرُ بنُ حُضَيرٍ ، فَقالَ لَهُما حُسَينٌ عليه السلام : اِجلِسا ، فَقامَ عَبدُ اللَّهِ بنُ عُمَيرٍ الكَلبِيُّ فَقالَ : أبا عَبدِ اللَّهِ ، رَحِمَكَ اللَّهُ ، ائذَن لي فَلأَخرُج إلَيهِما ، فَرَأى‏ حُسَينٌ عليه السلام رَجُلاً آدَمَ طَويلاً شَديدَ السّاعِدَينِ بَعيدَ ما بَينَ المَنكِبَينِ . فَقالَ حُسَينٌ عليه السلام : إنّي لَأَحسَبُهُ لِلأَقرانِ قَتّالاً ، اخرُج إن شِئتَ ، قالَ : فَخَرَجَ إلَيهِما ، فَقالا لَهُ : مَن أنتَ ؟ فَانتَسَبَ لَهُما ، فَقالا : لا نَعرِفُكَ ، لِيَخرُج إلَينا زُهَيرُ بنُ القَينِ أو حَبيبُ بنُ مُظاهِرٍ أو بُرَيرُ بنُ حُضَيرٍ ، ويَسارٌ مُستَنتِلٌ أمامَ سالِمٍ . فَقالَ لَهُ الكَلبِيُّ : يَابنَ الزّانِيَةِ ، وبِكَ رَغبَةٌ عَن مُبارَزَةِ أحَدٍ مِنَ النّاسِ ؟ وما يَخرُجُ إلَيكَ أحَدٌ مِنَ النّاسِ إلّا وهُوَ خَيرٌ مِنكَ ، ثُمَّ شَدَّ عَلَيهِ فَضَرَبَهُ بِسَيفِهِ حَتّى‏ بَرَدَ ، فَإِنَّهُ لَمُشتَغِلٌ بَهَ يَضرِبُهُ بِسَيفِهِ إذ شَدَّ عَلَيهِ سالِمٌ ، فَصاحَ [أيِ النّاسُ‏] بِهِ : قَد رَهِقَكَ العَبدُ ، قالَ : فَلَم يَأبَه لَهُ حَتّى‏ غَشِيَهُ فَبَدَرَهُ الضَّربَةَ ، فَاتَّقاهُ الكَلبِيُّ بِيَدِهِ اليُسرى‏ ، فَأَطارَ أصابِعَ كَفِّهِ اليُسرى‏ ، ثُمَّ مالَ عَلَيهِ الكَلبِيُّ فَضَرَبَهُ حَتّى‏ قَتَلَهُ . وأقبَلَ الكَلبِيُّ مُرتَجِزاً وهُوَ يَقولُ ، وقَد قَتَلَهُما جَميعاً : إن تُنكِروني فَأَنَا ابنُ كَلبِ‏ حَسبي بَيتي في عُلَيمٍ حَسبي‏إنِّي امرُؤٌ ذو مِرَّةٍ وعَصبِ‏ ولَستُ بِالخَوّارِ عِندَ النَّكبِ‏إنّي زَعيمٌ لَكِ اُمَّ وَهبِ‏ بِالطَّعنِ فيهِم مُقدِماً وَالضَّربِ‏ضَربِ غُلامٍ مُؤمِنٍ بِالرَّبِ‏ فَأَخَذَت اُمُّ وَهبٍ امرَأَتُهُ عَموداً ، ثُمَّ أقبَلَت نَحوَ زَوجِها تَقولُ لَهُ : فِداكَ أبي واُمّي ! قاتِل دونَ الطَّيِّبينَ ذُرِّيَّةِ مُحَمَّدٍ صلى اللَّه عليه و آله ، فَأَقبَلَ إلَيها يَرُدُّها نَحوَ النِّساءِ ، فَأَخَذَت تُجاذِبُ ثَوبَهُ ، ثُمَّ قالَت : إنّي لَن أدَعَكَ دونَ أن أموتَ مَعَكَ . فَناداها حُسَينٌ عليه السلام فَقالَ : جُزيتُم مِن أهلِ بَيتٍ خَيراً ، ارجِعي رَحِمَكِ اللَّهُ إلَى النِّساءِ فَاجلِسي مَعَهُنَّ ، فَإِنَّهُ لَيسَ عَلَى النِّساءِ قِتالٌ . فَانصَرَفَت إلَيهِنَّ ... . قالَ أبو مِخنَفٍ : حَدَّثَنِي الحُسَينُ بنُ عُقبَةَ المُرادِيُّ : قالَ الزُّبَيدِيُّ : ... وحَمَلَ شِمرُ بنُ ذِي الجَوشَنِ فِي المَيسَرَةِ عَلى‏ أهلِ المَيسَرَةِ ، فَثَبَتوا لَهُ فَطاعَنوهُ وأصحابَهُ ، وحُمِلَ عَلى‏ حُسَينٍ عليه السلام وأصحابِهِ مِن كُلِّ جانِبٍ ، فَقُتِلَ الكَلبِيُّ ، وقَد قَتَلَ رَجُلَينِ بَعدَ الرَّجُلَينِ الأَوَّلَينِ ، وقاتَلَ قِتالاً شَديداً ، فَحَمَلَ عَلَيهِ هانِئُ بنُ ثُبَيتٍ الحَضرَمِيُّ وبُكَيرُ بنُ حَيٍّ التَّيمِيُّ مِن تَيمِ اللَّهِ بنِ ثَعلَبَةَ فَقَتَلاهُ ، وكانَ القَتيلَ الثّانِيَ مِن أصحابِ الحُسَينِ عليه السلام ... . قالَ أبو مِخنَفٍ : حَدَّثَني نُمَيرُ بنُ وَعلَةَ : ... وخَرَجَتِ امرَأَةُ الكَلبِيِّ تَمشي إلى‏ زَوجِها حَتّى‏ جَلَسَت عِندَ رَأسِهِ تَمسَحُ عَنهُ التُّرابَ وتَقولُ : هَنيئاً لَكَ الجَنَّةُ ، فَقالَ شِمرُ بنُ ذِي الجَوشَنِ لِغُلامٍ يُسَمّى‏ رُستَمَ : اِضرِب رَأسَها بِالعَمودِ ، فَضَرَبَ رَأسَها فَشَدَخَهُ فَماتَت مَكانَها (تاريخ الطبرى : ج ۵ ص ۴۲۹ - ۴۳۸ ، الكامل فى التاريخ : ج ۲ ص ۵۶۴ - ۵۶۶) .

صفحه از 58