سپس ، فرمان داد تا گردنش را بزنند و [ سرش را ] به سوى لشكر حسين عليه السلام بيندازند .
مادرش ، سر وى را برگرفت و آن را بوسيد و با عمود خيمه ، [ به دشمن ] حمله كرد و با آن ، دو تن را كُشت.
امام حسين عليه السلام به او فرمود: امّ وَهْب باز گرد كه جهاد ، از دوش زنان ، برداشته شده است» . او نيز باز گشت ، در حالى كه مىگفت: خداى من ! اميد مرا ، قطع مكن .
پس امام حسين عليه السلام به او فرمود : «خداوند ، اميدت را قطع نمىكند، اى امّ وَهْب ! تو و فرزندت، در بهشت، همراه پيامبر خدا صلى اللَّه عليه و آله و فرزندانش خواهى بود» .۱
1.خَرَجَ وَهبُ بنُ عَبدِ اللَّهِ بنِ جَنابٍ الكَلبِيُّ ، وكانَت مَعَهُ اُمُّهُ ، فَقالَت لَهُ : قُم يا بُنَيَّ فَانصُرِ ابنَ بِنتِ رَسولِ اللَّهِ ، فَقالَ : أفعَلُ يا اُمّاه ، ولا اُقَصِّرُ إن شاءَ اللَّهُ ، ثُمَّ بَرَزَ وهُوَ يَقولُ :
إن تُنكِروني فَأَنَا ابنُ الكَلبِي
سَوفَ تَرَوني وتَرَونَ ضَربيوحَملَتي وصَولَتي فِي الحَربِ
اُدرِكُ ثاري بَعدَ ثارِ صَحبيوأدفَعُ الكَربَ بِيَومِ الكَربِ
فَما جِلادي فِي الوَغى بِاللَّعبِ
ثُمَّ حَمَلَ ، فَلَم يَزَل يُقاتِلُ حَتّى قَتَلَ جَماعَةً ، فَرَجَعَ إلى اُمِّهِ وَامرَأَتِهِ فَوَقَفَ عَلَيهِما ، فَقالَ : يا اُمّاه ! أرَضيتِ عَنّي ؟ فَقالَت : ما رَضيتُ ، أو تُقتَلَ بَينَ يَدَيِ ابنِ بِنتِ رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه و آله ، فَقالَت لَهُ امرَأَتُهُ : أسأَلُكَ بِاللَّهِ أن لا تُفجِعَني بِنَفسِكَ .
فَقالَت لَهُ اُمُّهُ : لا تَسمَع قَولَها ، وَارجِع فَقاتِل بَينَ يَدَيِ ابنِ بِنتِ رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه و آله ؛ لِيَكونَ غَداً شَفيعَكَ عِندَ رَبِّكَ . فَتَقَدَّمَ وهُوَ يَقولُ :
إنّي زَعيمٌ لَكِ اُمَّ وَهبِ
بِالطَّعنِ فيهِم تارَةً وَالضَّربِفِعلَ غُلامٍ مُؤمِنٍ بِالرَّبِ
حَتّى يُذيقَ القَومَ مُرَّ الحَربِإنِّي امرُؤٌ ذو مِرَّةٍ وعَصبِ
ولَستُ بِالخَوّارِ عِندَ النَّكبِحَسبي بِنَفسي مِن عُلَيمٍ حَسبي
إذَا انتَمَيتُ فِي كِرامِ العُربِ
ولَم يَزَل يُقاتِلُ حَتّى قُطِعَت يَمينُهُ ، فَلَم يُبالِ ، وجَعَلَ يُقاتِلُ حَتّى قُطِعَت شِمالُهُ ، ثُمَّ قُتِلَ ؛ فَجاءَت إلَيهِ اُمُّهُ تَمسَحُ الدَّمَ عَن وَجهِهِ ، فَأَبصَرَها شِمرُ بنُ ذِي الجَوشَنِ ، فَأَمَرَ غُلاماً لَهُ فَضَرَبَها بِالعَمودِ حَتّى شَدَخَها وقَتَلَها ، فَهِيَ أوَّلُ امرَأَةٍ قُتِلَت في حَربِ الحُسَينِ عليه السلام .
ذَكَرَ مَجدُ الأَئِمَّةِ السرخسكيُّ عَن أبي عَبدِ اللَّهِ الحَدّادِ أنَّ وَهبَ بنَ عَبدِ اللَّهِ هذا كانَ نَصرانِيّاً ، فَأَسلَمَ هُوَ واُمُّهُ عَلى يَدِ الحُسَينِ عليه السلام ، وأنَّهُ قَتَلَ فِي المُبارَزَةِ أربَعَةً وعِشرينَ رَجُلاً وَاثنَي عَشَرَ فارِساً ، فَاُخِذَ أسيراً واُتِيَ بِهِ عُمَرَ بنَ سَعدٍ ، فَقالَ لَهُ : ما أشَدَّ صَولَتَكَ ؟ ثُمَّ أمَرَ فَضُرِبَ عُنُقُهُ ورُمِيَ بِرَأسِهِ إلى عَسكَرِ الحُسَينِ عليه السلام ، فَأَخَذَت اُمُّهُ الرَّأسَ فَقَبَّلَتهُ ؛ ثُمَّ شَدَّت بِعَمودِ الفُسطاطِ ، فَقَتَلَت بِهِ رَجُلَينِ .
فَقالَ لَهَا الحُسَينُ عليه السلام : اِرجِعي اُمَّ وَهبٍ ، فَإِنَّ الجِهادَ مَرفوعٌ عَنِ النِّساءِ ، فَرَجَعَت وهِيَ تَقولُ : إلهي لا تَقطَع رَجائي ، فَقالَ لَهَا الحُسَينُ عليه السلام : لا يَقطَعُ اللَّهُ رَجاءَكَ يا اُمَّ وَهبٍ ، أنتِ ووَلَدُكِ مَعَ رَسولِ اللَّه وذُرِّيَّتِهِ فِي الجَنَّةِ (مقتل الحسين عليه السلام ، خوارزمى : ج ۲ ص ۱۲ ، الفتوح : ج ۵ ص ۱۰۴) .