وسيلة النجاة في شرح دعاء السمات - صفحه 394

الصحّة ۱ .
وقال عليه السلام في كلام له استدلّ بالقمر: ففيه دلالة جليلة تستعملها العامّة في معرفة الشهور، ولايقوم عليه حساب السنة؛ لأنّ دوره لايستوفي الأزمنة الأربعة ونشو الثمار وتصرّمها، [و] لذلك صارت شهور القمر وسنينه ۲ تتخلف عن شهور الشمس وسنينها ۳ ، وصار الشهر من شهور القمر ينتقل، فيكون مرّةً بالشتاء ومرّةً بالصيف ۴ .
وَجَعَلْتَ رُؤيَتَها لِجَميعِ الناسِ مَرءاً واحِداً: أي جعلت رؤيتها للناس كلّهم بحيث يرونها واحداً في الكمّية والكيفية والوضع والقرب والبعد، غير أنّ رؤيتها بحسب الأزمنة تختلف في الآفاق.
وقيل: أي يراها في كلّ صقع وناحية أهلُها.
وأسألك اللّهمَّ بِمَجْدِكَ: أي متوسّلاً بمجدك، أو بحقّ مجدك، والمجد صفة خاصّة للّه سبحانه؛ لأنّه من صفات التعالي والجلال، وذلك لايليق إلاّ باللّه.
قال بعض المفسّرين:
القرآن دلّ على أنّه يجوز وصف غير اللّه بالمجد؛ كما قال: «بل هو قرآن مجيد»۵ ، ورأينا أنّ اللّه تعالى وصف العرش بأنّه كريم، فلايبعد أن يصفه بأنّه مجيد. ـ ثمّ قال: ـ / 45 / إنّ مجد اللّه عظمته بحسب الوجوب الذاتي وكمال القدرة والحكمة ، وعظمة العرش علوّه في الجهة، وعظمته مقداره وحسن صورته وتركيبه؛ فإنّ العرش أحسن الأجسام تركيباً وصُورةً ۶ .
اَلَّذِي كَلَّمْتَ بِهِ من غير واسطة، كما يكلّم الملك، وتكلُّمه أن يُنشئ الكلام ويتألّف ۷

1.التوحيد للمفضّل، ص۱۳۰؛ بحارالأنوار، ج۳، ص۱۱۲ و ج۵۱، ص۱۷۶.

2.في المصدر: «سنوه» و هو الصحيح.

3.في المصدر: «سنيه» و هو الصحيح.

4.التوحيد للمفضّل، ص۱۳۱؛ بحارالأنوار، ج۳، ص۱۱۲، و ج۵۵، ص۱۷۷.

5.سورة البروج، الآية ۲۱.

6.لم يوجد في مصدر.

7.كذا في الأصل، و الصحيح: «يؤلّف».

صفحه از 448