وقد يكون معرفته باستعمال العبادة والاجتهاد فيها حتى يخبر به أو يفيض ۱ عليه نورٌ من أنوار اللّه تعالى يكون هو الاسم الأعظم، ولايبعد أن يكون تحصيله بالبحث والنظر مع توفيق اللّه.
وإنّما سُمّي هذا الاسم أعظم لدلالته على هويّته المخصوصة، وقيل: «لكثرة معانيه وعموم إحاطته»، فيكون الاسم الجامع بهذا الاعتبار والمحيط باسم اللّه تعالى، ولا جرم أنّ العظمة في هذا ظاهرة.
وقيل: إنّما سُمّي أعظم لأنّ إدراكه يتوقّف على عرفانه الحقيقي، فعلى هذا القول لايمكن إدراكه إلاّ بنبيٍّ أو وليّ، فقد توقّف إدراكه على شرط عظيم، فالوقوف على العظيم أعظم منه.
وقيل: إنّما سمّي أعظم لحصُول المشقّة العظيمة للداعي به، وهي الإجابة. وقيل غيرهذا، يطول الكتاب بذكره، واسم اللّه العظيم أعظم من هذا.
الأعزّ الأجلّ الأكرم: الأعزّ: من عزّ الشيء إذا غلب، والعزيز في أسماء اللّه تعالى الغالب الّذي لايُغلبُ ولايعاد ۲ له شيء، وسيجيء لهذا زيادة توضيح، ويحتمل أن يكون مِن عزّ الشيء أي قلّ، فلايكاد يوجد، ففيه إشارة بندرة عرفان ذلك الاسم بخصوصه.
والأجلّ: من جلّ إذا عظم قدره، والجلال يستعمل في مقابلة الكمال.
والأكرم: / 14 / من الكرم بمعنى الجود، والكريم في وصفه تعالى بمعنى الجواد الّذي لاينفد عطأوه، والجامعِ لأنواع الخير والشرف.
و بالجملة ذكر هذه الأوصاف ـ مع أنّه تمجيد للّه سبحانه، وثناء عليه في مفتتح الدعاء، كما هو دأب الداعي ـ إشعار بأنّ موصوفها مبدأ الحاجات، وغاية الطلبات كلّها، واستعطاف في حصولها.
1.كذا في النسخة، و الظاهر: يفيضه.
2.كذا في النسخة، و الظاهر أنّ معناه: لا يُجعَل شيء له عادةً.