بجميع أسمائه العظام، وهو أبلغ في إنجاح المقصود، وللإشعار بإبهام الموصُوف وعلوّه عن منصّة التعريف.
على مغالق أبْواب السَّماء للفتح: المغالق جمع مغلق من غلق الباب إذا عسر فتحه، وإضافتها إلى الأبواب من إضافة الصفة إلى موصوفها، أي على الأبواب المغلقةَ، فالمغالق صفة مقيّدة.
قال الراغب:
الفتح ضربان: فتح إلهي ، وهو فتح النصرة بالوصول إلى / 16 / العلوم والهدايات الّتي هي ذريعة إلى الثواب والمقامات المحمودة؛ وفتح دنيوي، وهو النصرة في الوصُول إلى اللذّات البدنيّة. وعلى الأوّل مثل «ِّإنّا فتحنا لك فتحاً»۱ ، وعلى الثاني مثل قوله: «فلمّا نسوا ما ذكّروا به فتحنا عليهم أبواب كلّ شيء۲» . ۳
أقول: فتحُ أبواب السماء إمّا إشارة إلى فتح أبواب سماء الجود بإفاضة الرحمة وتيسير البركات، أو إرسال المطر واستجابة الدعوات، ومن الأوّل قولهم: فتحت على القاري إذا تعذّرت عليه القراءات فيسّرتها عليه بالتلقين، أو كناية عن قبول الدعاء وصعوده إلى السماء، وإسناد الباب إلى السماء مَجاز لا حقيقة؛ لامتناع الخرق والالتيام، ولهذا وصف السماء تارةً بالشدّة في قوله تعالى: «أ أنتم أشدُّ خلقاً أم السماء»۴ ، واُخرى بالمحفوظية في قوله: «وجعلنا السماء سقفاً محفوظاً»۵ ، وفي نهج البلاغة ما يدلّ عليه. ۶
وأمّا حديث المعراج فهو كأصل العروج من قبيل المعجزات، فيكون انفلاق السماء كناية عن سدّ نزول الرحمة مطراً كان أو غيره ومنع صعود الدعاء إلى السماء،
1.سورة الفتح ، الآية ۱ .
2.سورة الأنعام، الآية ۴۴.
3.المفردات، ص۳۷۰ يوجد فيه ما يشبه هذا.
4.سورة النازعات، الآية ۲۷.
5.سورة الأنبياء، الآية ۳۲.
6.نهج البلاغة (الخطبة الاُولى) : . . . فسوّى منه سبع سماوات ، جعل سفلاهنّ موجا مكفوفا ، وعلياهنّ سقفا محفوظا ، وسمكا مرفوعا ، بغير عمد يدعمها ، ولا دِسار ينظمها . . . .