وسيلة النجاة في شرح دعاء السمات - صفحه 375

قال الأخفش: هي على فعلاء، وليس له أفعل؛ لأنّه اسم، كما يجيء أفعل في الأسماء، وليس له فعلاء نحو أحمد.
ويشهد بذلك المعنى ما ورد أنّ أيّوب عليه السلام كان كثير الأولاد والأموال. فابتلاه اللّه بذهاب أمواله وأولاده والمرض في بدنه ثلاثة عشر سنة أو سبع سنين وسبعة أشهر على اختلاف الروايات، فدعا ربّه فقال: «رَبِّ إنّي مَسّنيَ الضُّرُّ وَأنْتَ أرحَمُ الرَّاحِمينَ»۱ ، فانكشف الضرّ عنه وأحيى ولده، ورزقه ومثلهم معهم، وذلك قوله تعالى: «وأيّوب إذ نادى ربّه» الآية.
وبالجملة في عدم تكرار الاسم في هذه الفقرات الخمس دلالة على أنّها مستندة إلى واحد، وأنّ التوسّل إجمالاً بالاسم الّذي إذا دعي به اللّه عز و جل للاُمور المذكورة يؤثّر في الإجابة وإن لم يعلم بعينه، لكنّ الظاهر أنّ تأثيره مع العلم به أقوى، كما كان الأنبياء.
وَبِجَلالِ وَجْهِكَ الكَرِيم: عطف على قوله «باسمك»، والجلال: العظمة ؛ والكرم: الجود.
وفي النهاية: الكريم هو الجواد المعطي الّذي لاينفد عطاؤه ۲ .
والوجه: الذات أو الصفات، والعرب قد يذكر الوجه ويريد صاحبها، وقد فسّر بعضهم بالوجود وقال: لمّا كان وجوده تعالى عين ذاته صار المعنى: وبعظمة ذاتك الكريم، أي المعطي للوجود وتوابعه لما سواه.
أكرم الوجوه: بدل كلّ من وجهك / 22 / ، أي: أجلّها وأعظمها أو أجودها، وقد يكون أكرم بمعنى أعزّ وبمعنى: أكثر خيراً، وبمعنى: أكرم من أن يوصف، وكثيراً ما يستعمله العرب بمعنى أجود.
وأعزِّ الوجوه: أي أمنعها وأغلبها، وقد يكون أعزّ بمعنى عديم المثل والنظير. والفائدة في إيراد البدل هنا اتّصاف الثاني بأمر زائد، وفي تكرير لفظ الوجوه مع إمكان

1.سورة الأنبياء، الآية ۸۳.

2.النهاية لابن الأثير، ج۴، ص۱۴۴.

صفحه از 448