هدوء ولا قرار، مع عظم حاجتهم إلى الهدوء والراحة: لسكون أبدانهم، وجموم حواسّهم، وانبعاث القوّة الهاضمة لهضم الطعام، وتنفيذ الغذاء إلى الأعضاء... ـ وعدّة من المنافع، إلى أن قال: ـ فقدّرها اللّه تعالى بحكمته وتدبيره تطلع وقتاً وتغرب وقتاً، بمنزلة سراج يُرفع لأهل البيت تارةً ليقضوا حوائجهم، ثمّ يغيب عنهم ۱ .
وَجَعَلْتَ لَها مَطالِعَ: تطلع كلّ يوم من مشرق، وتغرب في مغرب.
قال ابن الأثير: المطَّلَع: مكان الاطّلاع من موضع عال. يقال: مطَّلع هذا الجبل من مكان كذا، أي مأتاه ومصعده ۲ .
/ 38 / والمطلع جزء من السماء يطلع منه الكواكب.
وفي الإهليلجيّة ۳ عن الصادق عليه السلام في كلامه له: «وجعل فيها سراجاً وقمراً يسبحان في فلكٍ يدور بهما دائبين، يطلعها تارةً ويوفله ۴ اُخرى، حتّى يعرف عدد الأيّام والشهور والسنين وما يستأنف من الصيف والربيع والشتاء والخريف أزمنة مختلفة باختلاف الليل والنهار» ۵ .
وَمَجارِيَ: جمع مجرى: وهو إمّا مصدر أو اسم مكان، قيل: «يراد به مجرى الكواكب في السماء كما يجري الحوت في الماء»، ويحتمل أن يكون مجازاً عن مدارات الكواكب؛ قال اللّه تعالى: «والشمس تجري لمستقرٍّ لها»۶.
وَجَعَلْتَ لَها فَلَكاً: أي جعلت لجميع الكواكب فلكاً واحداً، والفَلَك بالتحريك واحد أفلاك النجوم، كسبب وأسباب، سمّي فلكاً لاستدارته، وكلُّ مستدير فلك.
وفي الحديث : «إنّ الفلك دوران السماء»، فهو اسم للدوران خاصّة؛ وأمّا
1.كذا في النسخة، و الصحيح: الإهليلجة.
2.التوحيد للمفضّل، ص۱۲۹؛ بحار الأنوار، ج۳، ص۱۱۲ و ج ۵۱، ص۱۷۵.
3.النهاية، ج۳، ص۱۲۰.
4.في المصدر: يُطلعهما تارةً و يوفلهما اُخرى.
5.تفسير نور الثقلين، ج۴، ص۲۶؛ و بحار الأنوار، ج۳، ص۱۹۰، كلاهما عن الإهليلجة.
6.سورة يس، الآية ۳۸.